نيودلهي وكالات – الناس نيوز ::
فوربس – لا زال خبراء الطيران غير قادرين على تفسير كيف نجا راكب واحد فقط من بين أكثر من 240 شخصًا من حادث تحطم طائرة “إير إنديا” الذي وُصف بأنه “غير قابل للنجاة” في مدينة أحمد آباد الهندية يوم الخميس.
ورغم النجاة غير المفهومة حتى الآن، يرى هؤلاء الخبراء أن هناك بالفعل عدة عوامل قد ترفع من احتمالات الخروج من حادث تحطم طائرة، حتى في أكثر السيناريوهات قسوة.
الناجي الوحيد
يُدعى ناجي الطائرة الوحيد فيشواش كومار راميش، وكان يجلس في المقعد 11A، وهو أحد مقاعد صف الطوارئ في الدرجة الاقتصادية، بالقرب من باب المخرج وخلف درجة رجال الأعمال مباشرة على طائرة من طراز بوينغ 787-8 دريملاينر.
وأظهرت تسجيلات مصورة التُقطت بعد الحادث لحظة سيره باتجاه سيارة إسعاف، في الوقت الذي كانت أعمدة الدخان فيه ترتفع خلفه من الحطام المشتعل.
يقول خبير سلامة الطيران وقائد الطائرات السابق، جون كوكس، لفوربس إنه لم يتوقع أن ينجو أحد من الحادث، فلم تكن هناك فرصة منطقية للنجاة بالنظر إلى سرعة الارتطام وشدة كرة النار الناتجة عن انفجار الوقود.
أما المحقق السابق في إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية ومجلس سلامة النقل، جيف غوزيتي، فقد أكد أن حوادث الطائرات التجارية نادرة جدًا، وغالبًا ما تكون قابلة للنجاة، لكن هذه الحالة استثناء.
وتشير دراسة لمجلس سلامة النقل الأميركي امتدت لـ 3 عقود، إلى أن 81% من الركاب ينجون من الحوادث المصنفة على أنها “قابلة للنجاة”، لكن ما حدث في هذه الرحلة يُصنَّف ضمن الفئة الأخرى: “غير القابلة للنجاة”، وهو ما سيحسمه التحقيق الرسمي في الحادث، الذي يتولاه مكتب تحقيقات حوادث الطيران الهندي، بالتوازي مع تحليل الخبراء الأميركيين.
هل الحادث غير قابل للنجاة؟
يصنف المحققون الحوادث الجوية عادة على أنها “قابلة للنجاة” أو “غير قابلة للنجاة” بناءً على شدة الاصطدام وحالة الطائرة بعد التحطم.
ووصف خبراء الطيران نجاة راميش بأنها “معجزة بكل المقاييس”، فقالت المفتشة العامة السابقة في وزارة النقل الأميركية، قالت ماري شيافو: “أعتقد أن هذا الحادث سيتم تصنيفه كحادث غير قابل للنجاة، على الرغم من خروج هذا الرجل بطريقة ما من كرة النار والدخان الهائلة”.
أما غوزيتي فقال: “كنت سأعتبر هذا الحادث غير قابل للنجاة، نظرًا لانفجار 30 ألف غالون من وقود الطائرات في كرة نارية هائلة”، واتفق معه الباحث في سلامة الطيران بجامعة داكوتا الشمالية، د. دانيال أدجيكوم، الذي وصف الحادث بـ “الاستثناء النادر”.
المقعد 11A
تصدّر المقعد “11A” قوائم البحث على غوغل منذ وقوع الحادث، واشتعلت النقاشات حول تصميم طائرة بوينغ 787-8 على المنتديات مثل Reddit، بعد أن أصبح هذا المقعد مركز الحديث عن احتمالات النجاة.
وهو مقعد اقتصادي يقع في صف مخصص لمخارج الطوارئ، قرب المطبخ وخلف درجة رجال الأعمال مباشرة، ما يمنح الراكب فرصة أعلى في الخروج السريع عند الإخلاء، كما أنه أقرب إلى هيكل الطائرة الخلفي، الذي يكون غالبًا أقل عرضة للانفجار.
وأوضح الخبراء مثل غوزيتي وشيافو أنهم يفضلون حجز مقاعد الطوارئ في أثناء السفر، لأن الإخلاء يبدأ منها أولًا، وإن لم تتوفر، فإنهم ينصحون باختيار مقعد ممر خلف مخرج الطوارئ مباشرة، لأن التدافع في حال الطوارئ يكون باتجاه الأمام، والجلوس أمام المخرج يصعّب الهروب.
لكن غرابة هذا الحادث تكمن في تحطم باب الطوارئ، وعدم خروج راميش منه، بل من فتحة في هيكل الطائرة نفسه، وفق تقارير BBC وغيرها، أي إن نجاته لم تعتمد على الأبواب المخصصة، بل على الصدفة البحتة الناتجة عن طريقة تفكك جسم الطائرة خلال الحادث.
وهكذا تبقى تفاصيل ما حدث داخل الطائرة رهن التحقيق، فكما قال خبير سلامة الطيران، جون كوكس: “ما لم نعرف تسلسل تفكك هيكل الطائرة بدقة، لن نستطيع فهم لماذا بقي المقعد 11A صالحًا للنجاة، بينما لم ينجُ أحد من المقاعد الأخرى”.. لتظل نجاة راكب واحد من بين 241 لغزًا مفتوحًا، وشهادة نادرة على نجاة مستحيلة لم تجد تفسيرًا بعد.


الأكثر شعبية

إشهار تأسيس مجلس الأعمال الأمريكي السوري في العاصمة واشنطن…

هل أنقذ المقعد 11A الناجي الوحيد من كارثة تحطم إير إنديا؟

ما هي المقاتلات الإسرائيلية المستخدمة في قصف إيران؟
