بروكسل – كييف – الناس نيوز :
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج إن روسيا حشدت عتادا عسكريا ثقيلا ودبابات وقوات قتالية قرب أوكرانيا محذرا من أن أي استخدام للقوة ضد أوكرانيا سيكون له ثمن باهظ على موسكو.
وأضاف أنه يتوقع من الحكومة الاتحادية الألمانية الجديدة إنفاق المزيد على قواتها المسلحة ورحب بقرارها مواصلة استضافة أسلحة نووية غربية في ألمانيا.
وقال ستولتنبرج “أتوقع من ألمانيا أن تستثمر المزيد في جيشها”. وفق فرانس برس .
ورغم الهدوء الظاهر، يراقب جندي أوكراني يحمل مدفعه الرشاش السهوب الرمادية باتجاه مواقع الانفصاليين الموالين لروسيا ويبدو متيقظا بينما تخشى كييف والغرب هجوما من موسكو.
مرتديا خوذة وسترة واقية من الرصاص، يقول الجندي البالغ 21 عاما وكنيته “جورا”، “لا أستبعد احتمال وقوع هجوم كبير”.
يضيف جورا الذي يدافع عن المواقع الأوكرانية قرب قرية تالاكيفكا في منطقة دونيتسك شرق البلاد “نرد من حين لآخر على نيران العدو”.
يعمل الجندي منذ ثمانية أشهر على خط المواجهة قرب ماريوبول، آخر مدينة كبيرة في الشرق تسيطر عليها القوات الحكومية، ويوضح أن الوضع هدأ قليلا منذ أسبوعين.
لكن “في منطقة فرقة أخرى، تطلق النيران كل يوم بكثافة” خصوصا في المساء “بمدفعية من عيار 82 و120 ملم”، وفق العسكري الشاب.
العدو على بعد بضع مئات من الأمتار فقط، ويؤكد جورا “عليك أن تكون دائما على أهبة الاستعداد”، لأن التوتر في ذروته رغم الهدوء الظاهر.
وتشعر الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي بالقلق منذ أسابيع من تحركات القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا، خوفا من غزوها.
– “مستعد للرد” –
تنفي روسيا نيتها شنّ عدوان، لكن الجميع هنا يتذكر ضمّ موسكو لشبه جزيرة القرم عام 2014 والحرب التي أعقبت ذلك بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق مخلفة أكثر من 13 ألف قتيل ولا تزال مستمرة.
رغم نفيها، تعد روسيا عراب الانفصاليين وتُتهم بتزويدهم بالمقاتلين والسلاح.
وارتفع العنف هذا العام بعد تراجع حدته بشكل كبير منذ 2015.
قال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف في مقابلة الأحد إن روسيا حشدت نحو 92 ألف عسكري على الحدود الأوكرانية، متوقعا هجوما في أواخر كانون الثاني/يناير أو مطلع شباط/فبراير.
وصرّح بودانوف لصحيفة “ميليتاري تايمز” الأميركية أن الهجوم قد يشمل ضربات جوية ومدفعية، تليها هجمات جوية وبرمائية، بما في ذلك ضد ماريوبول إضافة إلى توغل أصغر شمالا عبر بيلاروس المجاورة.
بالنسبة لجورا “قد يكون (الروس) يريدون زيادة الضغط” أو “ببساطة رفع منسوب التوتر داخل” المجتمع الأوكراني.
لكنه لا يستبعد إمكانية وقوع هجوم، ويشدد “أنا مستعد لذلك… سنرد على العدو بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.
كان الجيش الأوكراني في موقف ضعيف عام 2014، لكنه يبدو الآن أكثر ثقة مع تراكم خبرته القتالية وتحسّن تجهيزاته لا سيما بفضل مساعدة الحلفاء الغربيين.
– تعزيز الامكانيات –
تلقت أوكرانيا خصوصا ذخائر وسفنا ومنظومات صواريخ جافلين الأميركية المضادة للدبابات وإمدادات طبية من الولايات المتحدة.
استخدمت كييف أيضا طائرة مسيّرة مقاتلة تركية الصنع للمرة الأولى الشهر الماضي، ما أثار غضب موسكو.
على بعد كيلومترات قليلة من جورا، يشارك الجندي الأوكراني أناتوليتش في تدريب على الرماية بواسطة رشاش كلاشنيكوف.
يقول الجندي البالغ 21 عاما والمتحدر من منطقة تشيرنيفتسي غرب البلاد “الوضع هادئ إلى حد ما في الوقت الحالي، لكنه هدوء قد يسبق العاصفة”.
بالنسبة له هناك “احتمال كبير جدا” لنشوب حرب مع موسكو.
ويضيف أناتوليتش أن “كل شيء يعتمد على السلطات الأوكرانية ودعم المجتمع الدولي لأوكرانيا” الذي قد يكون له تأثير رادع.
في إشارة إلى أخذ التهديد على محمل الجد، حذر وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا الخميس روسيا من أي محاولة غزو، قائلا إنها “ستدفع ثمنا باهظا”.
يأمل أناتوليتش أن تكون كل الاستعدادات من أجل لا شيء، و”ألا تحدث” الحرب.
لكنه يحذر أنه “من الممكن أيضا أن تكون مسألة وقت فقط”.