هل خضع النازيون الألمان الجدد إلى تدريب عسكري في روسيا؟

ميخائيل بوشويف وهانز فايفر- ترجمة د.علي حافظ – الناس نيوز :

كتبت مجلة “فوكس” الألمانية الأسبوعية أن متطرفين يمينيين من ألمانيا تلقوا تدريبات عسكرية في روسيا. 

تلقى متطرفون يمينيون ألمان تدريبات قتالية في معسكر روسي يقع بالقرب من مدينة سانت بطرسبرغ. عن هذا صرحت مجلة الأخبار الألمانية “فوكس” نقلاً عن بيانات لأجهزة المخابرات الألمانية. نحن نتحدث هنا عن أعضاء من حزبين يمينين متطرفين، على وجه التحديد، تم تدريبهم على كيفية استخدام الأسلحة والمتفجرات، وكذلك القتال القريب… 

أين تدرب النازيون الألمان الجدد في روسيا؟

وفقاً لـ “فوكس”، تدرب المتطرفون اليمينيون الألمان في “مركز التدريب التكتيكي والناري” المعروف بـ “بارتيزان” (الفدائي)، والذي تأسس عام 2012 كجزء من نظام “الجمعية التطوعية لمساعدة الجيش والطيران والبحرية في روسيا ” – حسبما جاء في منشورات وسائل الإعلام المحلية لسانت بطرسبرغ. شارك خريجو دورات المركز السابقون، وفقاً لتقارير إعلامية مختلفة، في الصراعات العسكرية بسوريا وشرق أوكرانيا.

كتب في موقع المنظمة على الإنترنت، وضمن قسم “حول المركز” على وجه الخصوص: “بعد عامين، بدأت الحرب في دونباس؛ وكنا مستعدين”. خضع يولي بويارشينوف، وهو أحد المتهمين بقضية منظمة “الشبكة” للتدريب في المركز. كتبت صحيفة “الورقة”: “لقد تم تدريبه على استخدام الأسلحة للقتال ضد القوميين”. كما حضر تدريبات مركز “بارتيزان” فيكتور ميلين وأنطون تولين المدانين في السويد بتنظيم تفجيرات. في المركز يختلفون فيما إذا خضعا لتدريب كامل لديهم!

ربما كان ابن شقيق مقدم البرامج التلفزيونية ديميتري كيسيليف، الذي أدين في ألمانيا، والذي درس هناك أيضاً، ولكن امتنعوا في المركز عن التعليق على هذا؟!

يقام جزء من أنشطة المركز في النادي الوطني العسكري المعروف بـ “ريزيرف” (الاحتياطي)، والذي يقع بالقرب من محطة مترو “أوديلنايا” شمال سانت بطرسبرغ. يسافر المشاركون في الحلقة الدراسية إلى محافظة لينينغراد للتدريبات الأخرى.

على موقع الدورة في شبكة “فكونتاكتي” الاجتماعية لشهر حزيران/يونيو 2020 وحده، تم فتح باب التسجيل على ست دورات تدريبية في مواضيع مختلفة: من “الطبوغرافيا العسكرية” و”التدريب على ارتفاعات عالية” إلى المهارات في التعامل مع الأسلحة النارية.

في قائمة المنظمات الإرهابية الأمريكية

يرتبط مركز “الفدائي” ونادي “الاحتياطي” مباشرة بالحركة الأرثوذكسية اليمينية المتطرفة “الحركة الإمبراطورية الروسية”.ويعد رئيس المركز والنادي دينيس غارييف أحد قادة الحركة.

أدرجت السلطات الأمريكية “الحركة الإمبراطورية الروسية”ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في نيسان/أبريل 2020. تطلق الحركة على نفسها منظمة ملكية، و”وطنية أرثوذكسية”، و”محافظة يمينية”. تعتبر “وزارة العدل” الروسية أن العديد من مواد الحركة متطرفة.

لم تكن صفحات “الحركة الإمبراطورية الروسية” الرئيسية في وقت نشر هذه المادة متاحة، بل قنواتها على الشبكات الاجتماعية فحسب. ينشرون مواد ذات محتوى عنصري، ويسمون انتشار الفيروس التاجي “ما يسمى بالوباء”. يرى المشاركون في الحركة خلاص روسيا في “إحياء” الملكية الأرثوذكسية.

ما هو المعروف عن المشاركين الألمان في دورات مركز”بارتيزان”؟

وفقاً لمجلة “فوكس”، فإن العديد من الأشخاص يرتبطون بمنظمة “القوميون الشباب”(Junge Nationalisten) ، وهي منظمة شبابية تابعة لـ “الحزب الوطني الديمقراطي لألمانيا” أقدم حزب يميني متطرف في ألمانيا. لدى الحزب نواة شبابية صغيرة تتألف من 280 شخصاً فقط. ومع ذلك، يشارك أعضاء المنظمة بنشاط في الأحداث العامة. وبحجة حماية البيئة، يحرضون الشباب على أيديولوجيتهم الشوفينية والعنصرية.

ويعتقد أن أعضاء حزب “الطريق الثالث” (Der Dritte Weg) قد زاروا أيضاً المخيم العسكري في روسيا. وهو أحد أكثر الأحزاب راديكالية في ألمانيا، حيث يلتزم بالأيديولوجية الشوفينية العنصرية للاشتراكية الوطنية، وينكر النظام الديمقراطي – وفقاً لوكالات الاستخبارات. تم إنشاء هذا الحزب الصغير للغاية من قبل أعضاء الجمعية اليمينية المتطرفة في جنوب ألمانيا، بعد التهديد بفرض حظر عليها. في الحقيقة إن حظر حزب في ألمانيا هو أصعب بكثير من حظر منظمة عامة.

ذكر دينيس غارييف في مقابلته مع صحيفة “فونتانكا” أن مركز “فدائي” لتدريب القوات شبه العسكرية استقبل زواراً من دول أخرى، بما في ذلك ألمانيا. اتصلت “دويتشه فيله” معه لتوضيح ما نشرته مجلة “فوكس”؛ لكنه لم يكن قادراً على الإجابة على الأسئلة قبل نشر هذه المادة.

كيف تتعامل السلطات الألمانية مع مثل هذه الحالات؟

امتنعت الحكومة الألمانية عن التعليق على مقال مجلة “فوكس”. وذكر متحدث باسم وزارة الداخلية أن وزارته على علم بالحادثة، ولكن ليس لديها معلومات عن أفراد معينين قيل إنهم زاروا هذا المخيم العسكري. إن إطلاق النار والتدريب العسكري الرياضي للمتطرفين اليمينيين الألمان في الدول الأجنبية يظهر بشكل دوري على مرأى من الدوائر السياسية في ألمانيا.

أفادت الحكومة الألمانية، استجابة لطلب من “حزب اليسار”في عام 2019، أن النازيين الألمان الجدد كانوا يسعون لسنوات عديدة من أجل إقامة تفاعل مكثف مع المتطرفين اليمينيين في الخارج. تجرى الدورات التدريبية بشكل مستمر، ويعلن عنها ويعلق عليها على الشبكات الاجتماعية. 

نظرًا لوجود رغبة شديدة في الحصول على أسلحة في هذه البيئة، فإن السلطات الألمانية على اتصال بالخدمات الخاصة للدول المعنية.

لماذا جاء النازيون الجدد إلى روسيا؟

أصبحت روسيا، في السنوات الأخيرة، نقطة جذب للمتطرفين اليمينيين الأوروبيين أكثر من مرة. استضافت سانت بطرسبرغ “المنتدى الروسي الدولي المحافظ” عام 2015، والذي حضره أودو فويغت – الزعيم السابق للحزب اليميني المتطرف -بالإضافة إلى ذلك، حضر ممثلو الحزب اليميني المتطرف الإيطالي الجديد “القوة الجديدة”، ورفاقهم اليونانيون والإيطاليون أعضاء حزبي “الفجر الذهبي” و”الليغا”. في قناة تليغرام حزب “الطريق الثالث” المذكور، يمكن للمرء أن يجد تعليقات جديرة بالثناء على المسار السياسي الخارجي والداخلي لروسيا. 

في عام 2017، وقبل وقت قصير من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، زارت موسكو مارين لوبان رئيسة الحزب الشعبي الفرنسي اليميني “الجبهة الوطنية” (الآن “الرابطة الوطنية”). وفي عام 2017، سافر أيضاً ممثلون عن الحزب الشعبي اليميني “البديل من أجل ألمانيا” إلى موسكو. والتقى الوفد، بقيادة الرئيس السابق لحزب “البديل من أجل ألمانيا” فراوكه بيتري، مع نواب حزب “روسيا المتحدة”، وممثلين عن “الحزب الديمقراطي الليبرالي”، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما ليونيد سلوتسكي، وزعيم الحزب فلاديمير جيرينوفسكي… 

يخضع أحد أعضاء الحزب ونائب في البوندستاغ (البرلمان الألماني) للتحقيق، للاشتباه في أن له صلات بالكرملين تنتهك قواعد سلوك النائب.

النص الأصلي للمقال:

Неонацисты из ФРГ на курсах военной подготовки в РФ? Что об этом известно

Михаил Бушуев, Ханс Пфайфер