موسكو – الناس نيوز ::
على الرغم من إعلان الكرملين، سابقاً بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب عن حزنه لفقدان آخر زعماء الاتحاد السوفييتي قبل أيام، عاد وأكد الخميس أن بوتين لن يحضر مراسم دفن ميخائيل غورباتشوف، الذي توفي عن 91 عاماً مساء الثلاثاء.
ونقلت “العربية” أن المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف أوضح أن جدول الرئيس لن يسمح له بأن يكون حاضراً في الثالث من الشهر الجاري، عند مراسم الدفن.
إلا أن التساؤلات طفت إلى السطح عن سر هذا التغيب، وما إذا كان خوفاً من مخاطر أمنية، أم أن مواقف قديمة قد تكون السبب ؟!
فخلال أكثر من عشرين عاماً لوجود بوتين في الحكم، تأرجحت علاقاته مع غورباتشوف، بين الاحترام وتبادل الانتقادات، قبل أن تحل محلها لامبالاة وديّة، على ما يبدو!
فعلى الرغم من حرص غورباتشوف الشديد في الماضي حول كل ما يتفوه به عن بوتين علناً، لا بل إشادته به لتوطيده أركان الدولة الروسية بعد الفوضى التي اندلعت تحت حكم الرئيس الأسبق بوريس يلتسين، إلا أنه عام 2011 وجه له انتقادات لاذعة.
وفي حديث عام في الولايات المتحدة قال الزعيم الراحل إن “استخدام أساليب سلطوية كسياسة للمستقبل خطأ”، في إشارة إلى سياسة سيد الكرملين حينها.
وأضاف: “أينما ذهبت… ترى أنه حيثما يكون لديك قادة يحكمون لمدة 20 عاماً أو أكثر … يكون الهدف التمسك بالسلطة…”، وأردف قائلا” أعتقد أن هذا شيء يحدث الآن في بلدنا”.
كذلك، كرر بعدها الانتقادات. ففي في مقابلة إذاعية، انتقد بقاء بوتين في الرئاسة لثلاث فترات، قائلاً “أنصحه بالمغادرة، قضى فترتين كرئيس وفترة كرئيس للوزراء، وأحاط نفسه بتكتلات سياسية”.
إلى ذلك، توترت العلاقة بين الرجلين عندما اعتبر بوتين انهيار الاتحاد السوفيتي كارثة، حيث قال في ديسمبر 2021 إن انهيار الاتحاد السوفيتي قبل ثلاثة عقود كان نهاية “روسيا التاريخية”، مضيفاً أن الأزمة الاقتصادية التي أعقبت ذلك اضطرته للعمل كسائق سيارة أجرة.
ولعل ما زاد الطين بلة، أتى بعيد انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي (2022) حيث لم يعلق غورباتشوف الذي كان طريح فراش المرض مباشرة، إلا أن مؤسسته أصدرت بياناً في الأيام الأولى التي أعقبت العملية دعت فيه إلى “وقف فوري للأعمال العدائية والبدء بمفاوضات سلام”.
يذكر أن المتحدث باسم الكرملين ولدى سؤاله عما إذا كان غورباتشوف سيحظى بجنازة رسمية، قال إن الجنازة ستشمل “عناصر” جنازة رسمية، مثل حرس الشرف وغيرها من الإجراءات الشكلية، دون مزيد من الإيضاحات.
وكانت دول غربية عديدة أشادت بآخر رئيس لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، الذي توفي مساء الثلاثاء عن 91 عاماً، لاسيما لدوره الحاسم في إنهاء الحرب الباردة ومعركته من أجل السلام، في ردود فعل لها أهمية خاصة بعد ستة أشهر على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.