أستوكهولم وكالات – الناس نيوز ::
ستوكهولم: يتوقّع خبراء أن يفوز أديب لا يكتب بالفرنسية أو الإنكليزية بجائزة نوبل للآداب المرموقة الخميس، والتي هيمن عليها كتاب غربيون منذ نشأتها.
ويظهر اسم الكاتبة الصينية كان تشوي بشكل متكرر في قوائم الكتاب المفضلين لدى نقاد الأدب.
وتتم مقارنة هذه الكاتبة الطليعية بكافكا بسبب الجو غير الواقعي والقاتم في رواياتها وقصصها القصيرة، كما أنّ أسلوبها التجريبي يتأرجح بين اليوتوبيا والديستوبيا ويحوّل الأحداث اليومية إلى منحى سريالي.
ويقول رئيس القسم الثقافي في صحيفة “داغنز نيهيتر” السويدية بيورن فيمان إنّ اختيار الفائز هذه السنة “سيكون مخالفا لتوقعات النخبة الثقافية”.
– منطقة لغوية غير أوروبية –
والوضع مشابه إلى حد ما لما حدث عام 2021 عندما اختارت اللجنة الروائي البريطاني عبد الرزاق قرنح المولود في زنجبار في تنزانيا، والذي تمحور عمله على عذاب المنفى ومناهضة الاستعمار.
ويشير فيمان إلى أنّ اللجنة تحب دائما المفاجأة، متوقعا فوز روائية مكسيكية أو أرجنتينية أو كاتب من القارة الافريقية بالجائزة هذه السنة.
ويقول “أعتقد أنها ستكون امرأة من منطقة لغوية غير أوروبية”.
إلا أنّ الصحافي يميل شخصيا إلى سلمان رشدي الذي استحال رمزا قويا لحرية التعبير بعد تعرضه للطعن عام 2022، في حادثة تطرّق إلى تفاصيلها في كتابه “السكين” الذي صدر في نيسان/ابريل.
يقول فيمان “لكنّ الأكاديمية ستُنتقد في حال اختارت رجلا مرة جديدة”.
وفي العام الفائت، مُنحت جائزة نوبل الآداب للكاتب المسرحي النروجي يون فوسه.
ومعظم الفائزين بجائزة نوبل للآداب منذ إنشائها هم أوروبيون ورجال، فمن بين 120 فائزا، لم يظفر بالجائزة سوى 17 امرأة فقط.
ومن بين 16 فائزا ناطقا بالفرنسية، كاتب واحد فقط ناطق باللغة العربية هو المصري نجيب محفوظ الذي فاز بنوبل للآداب عام 1988.
لغة أصلية
وتشير الأستاذة في الأدب في جامعة ستوكهولم كارين فرانزين إلى أنّ “الأدب الصيني واسع جدا”، لكنّ ذلك لا ينعكس في تاريخ جوائز نوبل.
وتعود آخر مرة حصل فيها كاتب صيني على الجائزة إلى سنة 2012، عندما كوفئ مو يان.
قد يكون الفوز المحدود لأسماء غير ناطقة بالإنكليزية أو الفرنسية، عائدا إلى أنّ أعضاء الأكاديمية يفتقرون إلى المعرفة بالأدب الأجنبي، على ما يعتبر فيكتور مالم، رئيس القسم الثقافي في صحيفة “إكسبرسن” اليومية.
ويتوقّع مالم فوز الكاتبة الأميركية الأنتيغوية جامايكا كينكيد هذا العام.
ويقول “من الصعب الاعتقاد أنّ اسم كاتب هندي سيظهر فجأة. لا أحد في الأكاديمية يتحدث الهندية، كيف سيكونون قادرين على التعليق بمصداقية على العمل؟”، مشددا على أنّ الأعضاء “يعتمدون على نسخ مترجمة في مثل هذه الحالات”.
ودأبت الأكاديمية على استشارة خبراء في الأدب. ومنذ العام 2021، أصبح هذا النهج معتمدا بشكل تلقائي في اللغات التي لا يتقنها الأعضاء.
وتقول الصحافية الأدبية في الإذاعة العامة السويدية (SR) لينا كالمتيغ “إنّ الأمر بالتأكيد ليس كالقراءة باللغة الأصلية”.
وتوضح أنه من النادر جدا ألا تكون أعمال الكتاب المتنافسين “مُترجمة إلى السويدية”.
لماذا إذا هذا الفوز المحدود لكتّاب غير ناطقين بالإنكليزية أو الفرنسية في جائزة تُعتبر مرجعا عالميا للأدب؟
يرى الناقد الأدبي في صحيفة “أفتونبلادت” السويدية راسموس لاندستروم أنّ السبب يعود إلى أنّ الثقافة الغربية كانت تاريخيا تُعتبر أعلى شأنا.
ويضيف “كان يتم التداول بهذه الفكرة بوضوح كبير” آنذاك “لكنني لا أعتقد أن الحال ر يزال كذلك اليوم”.
لا كتّاب روس؟ .
ويضيف انه مع الإعلان عن مداولات اللجنة التي تبقى سرية لخمسين سنة، “أدركنا أنّه موضوع نوقش بشكل كبير” على مرّ العصور.
ومنذ فضيحة “مي تو” عام 2018 التي شوّهت سمعتها، ترغب اللجنة في توسيع نطاق هذه الجائزة جغرافيا ولغويا.
وتقول فرانزين التي تفضّل الشاعرة الكندية آن كارسون “سيكون من المثير للاهتمام الانفتاح على منظور غير أوروبي”.
ومن جانبه، يراهن المسؤول عن القسم الثقافي في صحيفة “يوتيبورس بوستن” يوهان هيلتون، على فوز كاتب من أوروبا الوسطى أو الشرقية.
ويشير إلى أن “فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة فازت مرات كثيرة خلال السنوات الأخيرة”. لكنّه يستبعد فوز كاتب روسي، حتى لو كان منتقدا للنظام.
ويقول “إنه أمر مستحيل سياسيا. إذا فاز كاتب روسي هذا العام، فستخسر الجائزة أهميتها” ومصداقيتها.
ولا يوافقه الرأي فيكتور مالم، الذي يعتبر أنّ منتقدا للنظام لا يمكن للكرملين استخدامه كأداة دعائية.
على غرار كل عام، يتم التداول بأسماء مرشحين “معتادين” لجوائز نوبل، كالمجري لازلو كراسزناوركي، والروماني ميرسيا كيرتاريسكو، والكيني نغوغي وا ثيونغو، والأسترالي جيرالد مورنان، والياباني هاروكي موراكامي.
وستُعلن الأكاديمية السويدية الخميس عند الساعة 11,00 بتوقيت غرينتش اسم الفائز الذي سيحصل على شيك بقيمة 11 مليون كرونة سويدية (أكثر من 1,06 مليون دولار).