جنيف – برلين – بروكسل – واشنطن – دمشق – الناس نيوز ::
قال المدير التنفيذي لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” كينيث روث، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أن عجز القادة الديموقراطيين عن الدفاع بفعالية عن القيم الديموقراطية الأساسية سمح للقادة المستبدين بالوصول إلى الحكم في انحاء مختلفة من العالم.
وقال روث في مقابلة أجريت معه الثلثاء في جنيف إنه في وجه جائحة كوفيد-19 والقلق المتزايد من كارثة مناخية وشيكة، “يكمن خوفنا في أنه، في حال لم يكن القادة الديمقراطيون على قدر المسؤولية ولم يُظهروا حسا قياديا متبصرا يتطلبه الوضع الحالي، فإنهم سيولّدون اليأس والإحباط، ما يخلف أراضي خصبة للحكام المستبدين” .
ويُركّز التقرير السنوي للمنظمة وهي من أبرز المنددين بانتهاكات حقوق الإنسان، على صعود الأنظمة الاستبدادية أو أقله التي تحكم بقبضة حديد.
ويُبرز التقرير الواقع في 750 صفحة، والذي صدر الخميس، القمع الشديد الممارس على مناهضي السلطة خصوصا في الصين وروسيا وبيلاروس ومصر.
ويغصل التقرير أيضًا تفاصيل الانقلابات العسكرية في بورما والسودان وظهور قادة متشددين في دول تُعتبر ديموقراطية، مثل هنغاريا وبولندا والبرازيل والهند والولايات المتحدة (مع الرئيس السابق).
– ضرورة الدفاع عن الديموقراطية الأميركية –
واعتبر روث أن الديموقراطية في الولايات المنحدة من حيث يتحدّر “لا تزال مهدّدة بشكل واضح اليوم”، حتّى لو فشل دونالد ترامب ومؤيّدوه في محاولتهم منع جو بايدن المُنتخب بشكل قانوني، بتسلّم رئاسة البلاد.
وابدى خشيته من أن يكون هجوم السادس من كانون الثاني 2020 على مبنى الكابيتول ليس إلّا “البداية”، وأن يكون ثمة “جهد أكثر تعقيدًا هدفه الانتخابات الرئاسية المقبلة” في العام 2024.
وقال الحقوقي العالمي المعروف إن “الدفاع عن الديموقراطية في الولايات المتحدة أمر ملحّ”.
غير أنه لم يؤيد الفكرة الشائعة القائلة إن “النزعة الاستبدادية تتقدّم والديموقراطية تتراجع”، معتبرًا أن عددًا من القادة المستبدين في العالم هم في موقع يزداد ضعفا.
ويحصل ذلك إما جراء ائتلافات واسعة من الأحزاب التي تتحالف لطرد مسؤولين “فاسدين” مثل الحال في جمهورية تشيكيا واسرائيل أو من جراء تظاهرات حاشدة ومتكررة مناهضة للمجالس العسكرية في بورما والسودان، رغم وجود خطر مميت أحيانًا.
وقال روث: “ثمة نضال قائم ومقاومة قوية جدًا ضدّ الذين يريدون إعادة فرض أو مواصلة نظام استبدادية”.
وأجبرت هذه المعارضة مسؤولين على نزع القناع والتخلي عن ملابس الديموقراطية في روسيا وأوغندا وهونغ كونغ ونيكاراغوا.
– “الانتخابات الزومبي ”
– لكن “الانتخابات الزومبي” التي نظمت بعد اقصاء المعارضة وكمّ أفواه وسائل الإعلام ومنع كل تظاهرات المعارضين، لا “توفر الشرعية” التي كانت تبحث عنها هذه الأنظمة.
واعتبر روث أن المناورات الاستبدادية التي فضحت يمكن أن توفر رافعة للقوى الديموقراطية.
لكن حاليًا، لا يسلّط عدد كبير من القادة المتمسّكين بالديموقراطية على منافعها.
وتابع روث: “هناك استياء معيّن في العالم أجمع تجاه القادة الديموقراطيين، وخصوصا وأنّ قطاعات كبيرة من المجتمعات الديموقراطية تشعر أنها مُستبعدة”، لافتًا إلى “وجود حاجة ملحّة لتطوير الحوكمة في الأنظمة الديموقراطية وأن تكون هناك مقاربة متناسقة أكثر للدفاع عن حقوق الانسان في العالم”.
ونوّه بمثال الولايات المتّحدة ووعود جو بايدن بوضع حقوق الانسان في صلب سياسته، قائلًا: “خلافا لترامب لم يعامل بايدن كل الحكّام المستبدين بلطف “، إلّا أنه فشل بشكل كبير في تحقيق التزاماته.
واعترف بأن جو بايدن وقادة ديموقراطيين آخرين “يقومون بخطوات صغيرة” في الاتجاه الصحيح.
غير أن الاستراتيجية التدريجية هذه “غير متكيفة مع التحديات الكبيرة التي تظهر أمامنا، أو بالأحرى للفوز في الاختبار ضد الاستبداد”.