واشنطن – الناس نيوز ::
أكدت كاثرين تاي ممثلة التجارة الأمريكية أن الحد من التضخم مسألة أكثر تعقيدا من أن تعالج بالتركيز فقط على الرسوم الجمركية المفروضة على الصين، وأن من المهم طرح نهج استراتيجي أكثر تعمقا وتصميما للعلاقات التجارية الأمريكية الصينية.
وبحسب “رويترز”، قالت تاي أمس في تصريحات لرابطة التجارة الدولية في واشنطن “إن التضخم مفزع ويضر بالقدرة الشرائية للأمريكيين، لكنه مسألة معقدة متعددة الأسباب”.
وأضافت “الاقتصاد ضخم وفيه عديد من نقاط الضغط ونقاط الرفع.. إذا كان لنا أن نعالج مسألة مثل التضخم، وبالنظر إلى الجدية التي تتطلبها، فإن أدواتنا لتخفيف ومعالجة هذا التضخم يجب أن تراعي أنها مسألة أكثر تعقيدا”.
يأتي ذلك في وقت علق فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الرسوم الجمركية على واردات الألواح الشمسية من كمبوديا وماليزيا وتايلاند وفيتنام، إنما ليس من الصين، لمدة عامين في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة لتعزيز إنتاج الطاقة النظيفة، وفق ما أعلن البيت الأبيض.
وبحسب “الفرنسية”، فعلت إدارة بايدن “قانون الإنتاج الدفاعي” لتسريع الإنتاج المحلي، وستستخدم قوة الحكومة الفيدرالية الشرائية لرفع الطلب، على ما أظهرت وثيقة.
ويأتي استثناء الصين في وقت تجري فيه وزارة التجارة تحقيقا حول إذا ما كانت بعض الشركات الصينية تلتف على رسوم الجمارك الأمريكية بجمع قطع في الدول الأربع.
وقال البيت الأبيض “تعد تكنولوجيا الطاقة النظيفة حاليا جزءا مهما من الترسانة التي ينبغي لنا تسخيرها لخفض تكلفة الطاقة على العائلات، وخفض المخاطر التي تتعرض لها شبكتنا الكهربائية ومعالجة الأزمة الملحة المتعلقة بتغير المناخ”.
وأضاف أنه “مقارنة بالفترة التي وصل فيها بايدن إلى الرئاسة، فإن الولايات المتحدة بصدد زيادة إنتاج الطاقة الشمسية المحلية ثلاث مرات بحلول 2024 من 7.3 جيجاواط إلى 22.5 جيجاواط، ما يكفي لتمكين 3.3 مليون منزل سنويا من التحول إلى الطاقة الشمسية”.
وتشمل تدابير أمس تفعيل قانون الإنتاج الدفاعي لفرض إنتاج الطاقة النظيفة في قطاعات رئيسة من بينها إنتاج قطع مثل الوحدات الكهروضوئية.
وكان الرئيس السابق دونالد ترمب لجأ إلى الصلاحيات نفسها خلال جائحة كوفيد لزيادة إنتاج أدوية ومستلزمات، كما تم تفعيلها خلال الحرب العالمية الثانية.
والهدف من تعليق الرسوم لعامين هو إقامة “جسر” يضمن وصول الولايات المتحدة إلى إمدادات كافية من القطع اللازمة لتلبية احتياجات توليد الكهرباء بموازاة تعزيز القدرة المحلية.
إلى ذلك، أعلن رئيس المكسيك أندريس مانويل لوبيز أوبرادور أمس أنه لن يشارك في “قمة الأمريكيتين” التي ستعقد في لوس أنجلوس لاستبعاد الولايات المتحدة دولا معينة منها، في إشارة إلى كوبا وفنزويلا ونيكاراجوا.
وأكد البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن لن يوجه دعوة إلى كوبا وفنزويلا ونيكاراجوا للمشاركة في القمة التي ستنعقد هذا الأسبوع.
وقال في مؤتمره الصحافي اليومي “لن أحضر القمة لأن الدعوة لم توجه إلى الدول الأمريكية كلها. أؤمن بضرورة تغيير السياسة المفروضة منذ قرون وتقوم على الإقصاء”.
وبدأت أمس “قمة الأمريكيتين” ويفترض أن تكشف النقاب عن حقبة جديدة من التعاون بين الولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية، إلا أنها تشهد حتى قبل انطلاقها عديدا من العثرات.
وبدأ القادة الإقليميون أمس محادثاتهم لمدة أسبوع في لوس أنجلوس.
تطمح واشنطن إلى إظهار قوتها أمام الصين التي تتحرك للتغلغل في منطقة طالما عدت بمنزلة ملعب واشنطن.
ويتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي خلال القمة خطوات ترتبط بالتعاون الاقتصادي ومكافحة وباء كوفيد والتغير المناخي.
كما يأمل بايدن التوصل إلى اتفاق بشأن التعاون الإقليمي في قضية طالما واجهت انتقادات من الحزب الجمهوري هي الهجرة.
ويزداد عدد المهاجرين القادمين من دول أمريكا الوسطى وهايتي الساعين إلى دخول أراضي الولايات المتحدة هربا من الفقر والعنف في دولهم.
فشلت إدارة بايدن حتى الآن في الوفاء بوعدها القاضي باتباع سياسة هجرة محدثة، تريدها أن تكون أكثر إنسانية من تلك التي طبقت خلال ولاية سلفه دونالد ترمب.
وأشار بنجامن جيدان مدير برنامج أمريكا اللاتينية في “مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين” إلى أنه في حين تستثمر الصين بسخاء في المنطقة، لم يعرض الرئيس الأمريكي حتى الآن أي جهود اقتصادية ملموسة.
وقال جيدان “إن المقياس الحقيقي لهذه القمة سيكون إن كانت الولايات المتحدة ستعرض فرصا ذات معنى لإفساح المجال للوصول إلى الأسواق وقروضا ومساعدات أجنبية لدعم التعافي الاقتصادي والبنى التحتية في المنطقة”.
وأضاف “أعتقد أن الولايات المتحدة ستخيب الآمال في هذا الصدد”.
في 1994، اطلق الرئيس الأمريكي حينذاك بيل كلينتون في ميامي “قمة الأمريكيتين” ساعيا من خلالها إلى إنشاء منطقة تجارية إقليمية واسعة.
لكن التجارة الحرة فقدت بريقها، في الولايات المتحدة وفي دول أخرى، وبذلك لم يتمكن جو بايدن من كسر المواقف الحمائية لسلفه دونالد ترمب.
وقال إريك فارنزوورث نائب رئيس “مجلس الأمريكيتين” خلال جلسة استماع في الكونجرس “إن كل قمة باتت أقل طموحا من السابقة”.
بدوره، أكد مايكل شيفتر الخبير البارز لدى مركز “الحوار الأمريكي الداخلي” للأبحاث، أن الضجة المرتبطة بالجهات المدعوة لحضور القمة تعكس تراجع هيمنة الولايات المتحدة في المنطقة. خاصة أن الصعوبات السياسية لجو بايدن الذي لا يحظى بشعبية، والذي يواجه فقدان السيطرة على الكونجرس بعد الانتخابات المقررة الخريف، لا تخفى على زعماء المنطقة.
وقال شيفتر “إن الولايات المتحدة ما زالت تتمتع بقدر كبير من القوة الناعمة.. أما بالنسبة إلى نفوذها السياسي والدبلوماسي فإنه يتضاءل يوما بعد يوم”.