خاص – الناس نيوز :
السيد جوني عبو رئيس التحرير لجريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية الإلكترونية
تحية طيبة :
لفتني مقال ( مسألة التطبيع ) للأستاذ فواز حداد الكاتب السوري العربي الكبير الذي أعتبره قامة أدبية ثقافية وفكرية، أكن له كل التقدير وأقرأ ما يكتبه في ” الناس نيوز ” باهتمام وإفادة ويسعدني الطلب نشر رأي حول ما تفضل بكتابته الأستاذ حداد في مقاله حيث لي رأي مغاير ، آملاً لكم جميعا موفور التقدم والنجاح وهنا رأيي المكثف حول أهمية السلام والتطبيع .
شئ عن التطبيع
غايات التطبيع مع إسرائيل ترتبط في الأساس بالمصالح الوطنية. وهي المصالح السياسية والدفاعية والاقتصادية، ومن غير الموضوعي النظر في عملية التطبيع وكأنها بادرة طرأت للتو في العلاقات بين دول المنطقة وإسرائيل .
هذه المصالح الوطنية ركيزتها حماية الأسس المادية والسياسية والثقافية وتأمينها من التهديدات القائمة والمحتملة. كما أن هناك هدفا مشتركا يربط الجميع ألا وهو الوصول إلى السلام الذي يوفر فرص التنمية والذي بدونه سيظل شبح الحرب يهدد دول المنطقة.
بالإضافة إلى هذه الأهداف المشتركة هناك دوافع تخص كل دولة على حدة تدعوها إلى تأمين بقائها واستمرارها وعلينا تفهم ذلك واستيعابه، وعدم الحكم على الأمور من وجهة نظر واحدة.
لنبدأ من دولة الإمارات العربية المتحدة التي تواجه خطر النزعة التوسعية للنظام الإيراني الذي يعمل على تصدير مشروعه إلى المنطقة والعالم منذ العام 1979م وسعي إيران استراتيجيا لمد نفوذها وتوقيع تحالفات عسكرية إثنية مع النظام في سوريا ومع الميليشيات الشيعية في لبنان والعراق ومع ميليشيات الحوثي في اليمن لزعزعة أمن واستقرار المنطقة والإمارات ليست عن ذلك ببعيد.
في ظل هكذا معطيات أليس من حق الإمارات السعي لضمانات توثق بمعاهدات وتحالفات تعمل على توازن القوى بما يحافظ على ديمومة التنمية الشاملة وأفق تطورها، جاءت عملية التطبيع لاعتبارات عسكرية أمنية واقتصادية في المقام الأول.
هو الحال كذلك بالنسبة لمملكة البحرين التي كانت إيران تدعي وما زالت أن البحرين جزء من أراضيها.
أما ما يتعلق بالسودان وقد رفعت العقوبات عنه ولم يعد من الدول الراعية للإرهاب، لا أرى ضيرا أنه عمل على التطبيع وهذا رأي غالبية المثقفين السودانيين الذين يجدون فيه طريقا للنهوض بالاقتصاد وبوابة ستفتح أمام السودان نهجا للتعاون مع المجتمع الدولي، ويرون أنه لا نهاية لأزمات السودان إلا بالعودة للمجتمع الدولي.
والمغرب الذي يسعى منذ عقود لتعزيز سيادته على الصحراء الغربية وهذا حق ومطلب مصيري للحفاظ على وحدة أراضيه من خلال منح الحكم الذاتي الصحراء الغربية ضمن المملكة المغربية باعتبار ذلك أساسا وحيدا عادلا ودائما لحل النزاع.
ليس منطقيا ان تضحي هذه الدول بأمنها واستقرارها ومصالحها الوطنية من أجل قضية لم تعد القضية المركزية لدول المنطقة.
كما أن المصلحة الوطنية للفلسطينيين أنفسهم لم تعد واحدة فالفلسطينيون في المهجر ممن حصلوا على جنسيات أخرى يصرون على تحرير كامل التراب الوطني لا يهمهم أن يستمر الصراع إلى ما لا نهاية فهم بعيدون عن المعاناة.
وكذا هو الحال للسلطة الفلسطينية التي تجد في استمرارية الوضع الحالي حفاظا لمصلحتها في البقاء والحكم وامتيازاته.
ولكن فلسطينيي الضفة يريدون الحلول وصولا لرفع المعاناة اليومية التي يعيشونها.
لماذا هذا الضجيج الآن، ألم تطبع مصر في كامب ديفيد والأردن في وادي عربة، والفلسطينيون في أوسلو . وكانت دائما هناك علاقات مصالح غير معلنة بين إسرائيل ودول عربية أخرى.
الإمارات والبحرين والسودان والمغرب جميعها أكدت أن تطبيعها مع إسرائيل لا يعني تخليها عن مؤازرة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بل أعلنت تمسكها بمبدأ حل الدولتين طريقا للتسوية.
جعلت هذه الدول مصالحها الوطنية أولا، ولا نرى اليوم مشكلة في ذلك.