fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

ورثة اللّيل قراءة مقارنة في شعر ما بعد الهجرة واللّجوء

نادين باخص

شدّني كتاب Gestes Domestiques  الذي يمكن ترجمته «لفتات ذاتيّة» للكاتب الكندي الكيبيكي Hector Ruiz هيكتور روي من أصول غواتيماليّة لترجمة بعض نصوصه المكتوبة بالفرنسيّة على الرّغم من السريالية التي تغلّفها، فكثير منها لمسني كون الكاتب يقدّم تجربة المهاجر وهو في مواجهة الأرض الجديدة التي وصلها، متحسّساً بأصابع لغته صعوبات البدايات وسط مجتمع جديد، ومكان غريب، ولغة يجهلها ومستقبل مجهول.

وصل هيكتور روي كيبك المقاطعة الفرنسية بكندا عام 1989 طفلاً لم يتجاوز الإحدى عشرة سنة ولم يكن يعرف من الفرنسية كلمة، بل كان يتحدّث الإسبانية لغته الأم مع والديه، والسويدية مع أخيه كون والده اختار أن يهاجر أولاً إلى السويد لتليها هجرة ثانية إلى كندا. كان يحسّ أنّه ذاك الغواتيمالي الذي يشار إليه بالأصابع وكأنه كائن غريب:

 

أطفو في فضاء اللّوحة

ظلٌّ على حافّة العالم

أنا ألمٌ اختفى في الصّمت

الذي يطوف

الذي يلاحق أنفاسه

جسده على الأرض. ص31

يعبّر الكاتب في هذا النصّ عن إحساسه بانعدام كيانه في المجتمع الجديد الذي وجد نفسه وسطه أشبه بظلّ لا يعني أحداً، ويشكّل تشبيهه نفسه بـ (ألم صامت) محور معاناته في كونه يجهل لغة المكان الذي يقيم فيه، وهو تشبيه مبني على مفارقة موجعة بين الألم الذي يأكل أعماقه وعجزه عن إيجاد وسيلة للتعبير عنه.

في الثالثة عشرة بدأ هيكتور تعلم الفرنسية، وأنهى مراحله التعليمية بما فيها الكلية التي يلتحق بها الطلاب في كيبك قبيل الجامعة. (حتى تلك اللحظة لم يكن لديّ إحساس بالأمان لاستعادة الهجرة من خلال الكتابة) يقول هيكتور.

المرّة الأولى التي كتب فيها عن هذه التجربة كانت عام 2000 خلال دراسته الجامعية في فرع الإبداع الأدبي بجامعة أوكام UQAM، حيث كان عليه كتابة نصّ أدبي من ثلاثين صفحة، فكتب نصّاً عن ذكرياته مع بدايات الهجرة. ويعترف: (لقد اخترت هذا الموضوع لأني لم أجد خياراً آخر في وقتها)، وكانت كتابة هذه الذكريات عبارة عن مرور إجباري سمحت له بكتابة المزيد فيما بعد، فتضمّنت مجموعته الشعرية الأولى التي صدرت عام 2008 بعض القصائد المتعلقة بالموضوع نفسه، أما مجموعة ׅ«لفتات ذاتية» التي صدرت عام 2011 فجاءت تتويجاً للنصّ الذي كتبه عام 2000 حسب قوله.

ولم يقف عند هذا الكتاب، بل قام بنشر كتاب آخر عام 2019 يحتوي على ذكرياته مع الهجرتين اللتين عاشهما.

 

تحضر في كتاب «لفتات ذاتيّة» مفردات الإحساس بالوحشة وغربة المكان وعدم الانتماء حارّة لتعبّر عن تجربة لا تزال حيّة، ولا يزال قلبه ينبض بها على الرغم من مرور ما يزيد عن عشرين سنة انصهر خلالها بالمجتمع وبات كاتباً يصدر الكتب بالفرنسية، لكنه حين استعاد أيامه الأولى في الأرض التي هاجر إليها، استعادها بكل الضياع الذي عاشه حين كان يسير في شوارع لا تعرفه ولا يعرفها عاجزاً عن فتح فمه، تخنقه الوحدة إلى حدّ أنّه يتمنى أن تنشقّ الأرض ليخرج له شخص ويسأله (ما اسمك؟)، أو (مَن تكون؟). يقول في نصّ عنوانه «كتلة خيطان متشابكة» وتحضر فيه أيضاً معاناة جهل اللّغة:

يتسلّل الظلام

لا غيمة، لا طائرة تعبر السماء

المدينة شاحبة

النفايات والحطام تفرش الطرقات

سيّارة إطفاء تفتح سلّمها

في زاوية الطريق. بصوتٍ أبيض:

من فضلك، من فضلك، هل تفهم 

ما أقصده؟ من فضلك؟

 

بالمقابل، أثارت فيّ نصوص هذه المجموعة تساؤلاً يتعلّق بحضور الأرض الجديدة في نصوص الشعراء السوريين الذين خرجوا من سوريا ولجؤوا إلى بلاد الأرض، فقد استمرّ كثير من هؤلاء الشعراء بكتابة الشّعر، ولكن إلى أي مدى حضرت هذه البلاد في قصائدهم بما في ذلك تعبيرهم عن صدمة المكان وأزمات الغربة الاجتماعية والثقافية والجهل باللغة.

 

من خلال متابعة القصائد المنشورة في المنابر المتعدّدة بما فيها فيس بوك الذي حلّ في السنوات الأخيرة مكان الدواوين المطبوعة أو المنابر الورقية نظراً لصعوبة النشر إذا لم نقل استحالته عموماً، إلا من حالفه الحظ ووُفّق في طبع ديوان، تتمّ ملاحظة أنّ الشاعر السوريّ المقيم خارج سوريا لا يزال مهجوساً بها، ومثقلاً بآلامها.

 

من الشعراء السوريين الذين عاشوا تجربة اللجوء الشاعر حكمة شافي الأسعد، فعلى الرّغم من إقامته في تركيا منذ سنوات خمس، إلا أنها لم تحضر في قصيدته إطلاقاً، ويعزو هذا الغياب إلى أسباب عدّة أوّلها غربة اللسان التي تجعل الإنسان غريباً عن المجتمع، ومن هنا (أكتشف أهمية المكان في الكتابة) يقول شافي الأسعد. ويعتقد أنّ غيره من الشعراء يعاني المشكلة نفسها، ولهذا تقلّ لدى معظمهم ما يسمّيه بـ(النصوص الاندماجية).

 

ويضيف أنّ عقليّة الشاعر العربي غنائيّة وجدانية عاطفية يصعب الاستغناء عنها، فمن الملاحظ أنّ الشاعر العربي منذ العصر الجاهلي لم يستطع التخلّي عن هذه العقلية، فالعرب خرجوا من الجزيرة العربيّة وفتحوا بلاد الشام والعراق وفارس ووصلوا إلى الهند وصولاً إلى إسبانيا في أوروبا إلا إنّ أشعار العرب ظلّت غنائية وجدانية، (هذه طبيعة عربية).

 

ويرى صاحب ديوان «جمع تكسير الأصابع» أنّ أحد أهمّ أسباب عدم الاندماج الشعري هو أنّ معظم الذين تركوا سوريا ظلّت عقولهم وقلوبهم فيها، لذا كلما حاول أحدهم الكتابة عن المكان نراه عاد إلى المكان الذي جاء منه، وهذا ليس غريباً عن طبيعة الشاعر العربي الذي كان يجوب البلاد لكنه بمجرد أن يرى بضع حجارة، كان يقف ويبكي على الأطلال، فهو شاعر مكاني بالدرجة الأولى على حدّ تعبيره.

 

ويرى أنّه يصعب على الشاعر العربي الدخول في عالم ما بعد الحداثة في أوروبا، وأنّ الشعر الذي قد يكتبه عن الأرض الجديدة التي بات يقيم فيها يحتاج إلى زمن كي يتخمّر، مضيفاً أننا نحتاج إلى جيل شعريّ يتشرّب أوروبا ليستطيع تقديم «نصّ أوروبي» إن جاز القول. وهي فكرة تتجسد في حالة الشاعر هيكتور روي الذي استغرق عشرين سنة حتى تمكّن من التعبير عن صدمته الأولية لدى تقابله مع البلد الذي هاجر إليه.

 

ويعزو حكمة شافي الأسعد قلّة النصوص المكتوبة في إطار صدمة المكان إلى كون الشاعر يعيش في عصر فيس بوك الذي يتيح له تفريغ صدمة الحداثة من خلال منشور أشبه بطرفة أو ربما شكوى، ويضيف: (لو لم نكن في هذا العصر لكنّا عثرنا على سياقات شعرية جديدة، إذ إنّ هنالك وجع لابدّ من تفريغه. لكنه يعود ويستدرك بطرح سؤال هام مجيباً نفسه بنفسه: (لماذا لا نعود إلى شاعر مثل أدونيس الذي قضى معظم حياته في فرنسا، هل نستطيع أن ندرس حياة فرنسا عند أدونيس؟ وهنا نعود إلى النقطة التي انطلقنا منها: الشاعر العربي).

 

وفي عودة إلى الشاعر هيكتور روي نجد أن مستويات التعبير لديه لا تنهل من المأساة التي ينهل منها الشعراء السوريون الذين بدؤوا التعبير عن تجربة اللجوء، ربما لأنه على الرّغم من صعوبة حال المهاجر في البداية إلا أنه يظلّ هو من اختار هذه الهجرة رغبة منه أو من أسرته بمستقبل أفضل، لذا تأتي نصوصه معبّرة عن الضياع الوجودي المسوّغ لكل وافد إلى أرض جديدة. يقول:

أرنبٌ أسود يعيش في القفص الصدريّ 

لا نستطيع رؤيته. لا يوجد شيء لنفعله، ولا لنقوله

أَكْلُه غير مستبعد، لكنني أنتظر النّصل. ص23

 

قد يرمز الكاتب بالأرنب الأسود إلى الخوف البديهي الذي يقبع في صدر كلّ مهاجر، والنصل الذي ينتظره هو الذي سيقتل هذا الخوف. بمعنى أنه غير قادر على فعل شيء في ظل الظروف الصعبة سوى انتظار خلاص ما.

ويقول في نصّ آخر:

خلف النور، هنالك ظلامٌ فقط 

ليلٌ لا نهائي

أحضر حفلةً

الجسد هو منزل مسكون

حيث يركض الأطفال الخائفون في جميع الاتجاهات. ص25

 

وهنا يشبّه المجتمع الجديد بمنزل مسكون، والخوف بأطفال هلعين. فمجمل نصوص كتاب «لفتات ذاتية» تدور في خانة الوحدة والبحث عن الذات في المجتمع الجديد وصعوبة البدايات، وكلها مفردات بديهية ولا تنتمي إلى بيئة نفسية معقّدة مثلما يقع عليه القارئ في نصوص الشاعر صدام العبدالله الذي تحضر الأرض الجديدة في بعض نصوصه إنّما من منظور وحيد تجاه نفسه هو منظور اللاجئ الذي ترك بلاده وفارق أحباءه مجبراً، وهو ما يجعل الحياة دون أفق وأكثر تعقيداً وربّما تعاسة:

في أوروبا تستيقظ صباحاً

وتذهب إلى المحطّة، تصعد 

الميترو وقطارات الشوارع

والباصات وتحاول أن

تحفظ

أسماء الشوارع الأجنبية والوجوه

ولكنات الكلام السريع.

قبل النوم يومياً حين تأوي 

إلى

فراشك

تنسى كلَّ الشوارع 

والوجوه

ولا تتذكر سوى طريق

اليونان

بعد نزولك من البلم

ووجوه

أهلك

وهم يودّعونك كما

لو أنّك قتيلهم

القادم.

 

وهنا قد تجوز المقارنة مع نصّ لـ هيكتور روي يقول فيه:

المطرُ يغسلُ معاطفنا المضادّة للمطر

ألجأُ إلى الميترو الذي 

ينقلني إلى بطن المدينة

السرعة تأتي من الأمام

تجعلني جزءاً لا يتجزّأ من الأرض السوداء. ص15

 

في حين أن الميترو في نص صدّام العبدالله يعيده من حيث أتى، إلى لحظة فراق أهله وانطلاقه في رحلة قد تكون رحلته إلى آخرته، فإن الميترو في نص هيكتور روي يقذف به إلى وسط المدينة ليجعله جزءاً من ذلك المكان حيث ينتظره مجهول ما لكنّه مستقبليّ، على عكس ما في نصّ العبدالله من دفع باتجاه الخلف، وانفصال كليّ عن المكان الذي بات فيه.

يستحيل على السوريّ الذي ترك سوريا مكرهاً أن يعيش الحياة بنفسيّة سويّة، بل يظلّ يحاول إيجاد وسائل مختلفة للتعبير عن الخلل الذي يعتريها جرّاء المفارقات التي باتت تنهشها عقب اللجوء. يقول صدام العبدالله:

خذ صورة سيلفي قرب سيارة

فارهة

استعرض منزلك بكاميرا

الفيديو

وأنت تباهي الأصدقاء الذين

يلاقون

حتفهم بالطائرات.

انتقِ حديقة جميلة لا تشبه

حدائق وطنك

الملأى بجثث أهلك وأحبّتك..

غيّر ملابسكَ ومشيتك و

عاداتك

وأرقام هاتفك..

تحدّث بلغة عالية وتكبّر على

أبناء

حارتك الوافدين الجدد

وتظاهر بملامح غربيّة ونزق

خفيف مصطنع

وأنّك جئتَ من عالم خرافيّ

الطباع

واكذبْ بما شئتَ قل: هنالك

لا يسمحون

للنساء أن يقدن السيارات أو

أن يتزوّجنَ من أحبّائهنّ

ولا ينجبن أطفالاً جميلين.

وتأكّد ألا أحد سيصدّق أنّك

تحاول أن تنسى

أنّك لاجئ.

 

ربما يجوز عنونة تعبير الشاعر العبدالله عن نفسه خصوصاً وعن كلّ سوري لاجئ عموماً بـ(سخرية المأساة).

 

وفي سياق النظرة نفسها، نظرة السوري خارج بلاده إلى نفسه، يكتب الشاعر عماد أبو أحمد المقيم في ألمانيا قصيدته «فليرحلوا عنّا وإلا» التي يقول فيها:

في المقعد الخلفيّ سيّدة تحدّق في ثيابي

لستُ أدري ما تريد

ستقول عنّي «لاجئ».. هذا أكيد.

[…]

لم أنتبه إلا لوجهٍ قابعٍ في آخر الكرسي

يضحك ساخراً:

هذا هو المنفى صديقي ليس سهلاً!

 

ظاهريّاً، قد تقدّم هذه القصيدة نظرة المجتمع للقادم الجديد وتحديداً اللاجئ، ولكن من خلال نظرة أكثر عمقاً تمكن قراءتها ضمن دائرة اللجوء نفسها التي يعجز اللاجئ عن رؤية نفسه خارجها لذا يُخيّل إليه أنّ الكلّ يتعقّبه بعينيه، ويقول عنه إنه هذا الغريب اللاجئ الذي جاء ليشكّل خطراً على أمانه، طبعاً مع عدم التغافل عن وجود فئة في كلّ مجتمع تمارس مثل هذه العنصريّة.

أمّا الشاعر حسن إبراهيم الحسن فيتوقّع أن تحضر ألمانيا في كتابته قريباً تبعاً لرغبته في الخروج من جوّ الحرب، لكنه مرّ مروراً سريعاً على بعض الهواجس التي تنتابه فيما يتعلّق ببلد إقامته الجديد. يقول:

 

موجعٌ أن تتسكّع أينما شئتَ

لكنّك لا تستطيع زيارة بيتكَ،

موجعٌ جدّاً أن يصبح العالم سجنكَ الكبير.

 

وفي هذا شاهد على شعوره بعدم الانتماء الذي يلتقي فيه مع الكاتب هيكتور روي في قوله:

جسدي اسم مدينة

أسافر بين لوحات أرقام السيارات

أقصد العنوان المستحيل

ولا أعرف في أيّ جانبٍ من الشارع أقيم. ص53

 

تكثر المفردات التي تعبّر عن رؤيا هيكتور روي القاتمة تجاه القادم من الأيام مثل (الظلام، أسود، ليل…) دون أن يبثّ القارئ إحساساً بالتشاؤم، بل الغموض تجاه ما لا يعرفه، فهو (وريث اللّيل) كما يقول في أحد نصوصه. ص35 

يقول أيضاً:

قدماي تنغرسان في ظلمة الجبل

النّفَس ينتشي فوق الصليب المُنْهَك. ص22

 

فهذا نصّ يشي بصعوبة الحياة ويتضمّن تناصاً مع صورة السيّد المسيح الذي يحمل صليبه ويصعد جبل الجلجثة. وكأنّ ثقل حياة المهاجر هو ثقل صليب المسيح الذي يجعل قدميه تنغرسان في الجبل فيما يحمله ويسير.

ولكن بعد الصلب والعذاب لابدّ من قيامة وحياة جديدة. إذن إنّه الأمل الخبيء في قلب المهاجر على الرغم من عذاب الحاضر. في حين لا يحمل المستقبل على لسان حسن إبراهيم الحسن سوى الموت:

ولا تحدّثني عن الحرّية

أيّها الألماني، الفرنسي…

فأنا قادم من الشرق 

ولستُ أتقنُ سوى الموت

وقد يكون موتي مفيداً

كأن ترمّم جثّتي حفرة في بلادك.

 

إنّه الموت الذي حمله السوريّ وخرج به قاطعاً الحدود والبحار، موتٌ جاب به بلاد الأرض كلّها ليلتصق بمستقبله كما التصق بماضيه، إلا من أتاه الخلاص، وعاش قيامةً وحياةً جديدة!

المنشورات ذات الصلة