وزير الخارجية الألماني يرحّب بـ”الحكم التاريخي” في أول محاكمة حول انتهاكات النظام في سوريا

برلين – الناس نيوز:

رحّب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الأربعاء، بصدور “حكم تاريخي” بحق عنصر سابق في الاستخبارات السورية، في أول محاكمة في العالم على ارتباط في عمليات تعذيب منسوبة إلى نظام بشار الأسد.

 وكتب ماس في تغريدة على حسابه الرسمي في “تويتر”: “إنه أول حكم يحاسب مسؤولين عن التعذيب في سوريا”، مشيراً أيضاً إلى “الدلالة الرمزية العالية” التي يحملها بالنسبة للسوريين حكم القضاء الألماني بالسجن أربعة أعوام ونصف العام على عنصر سابق في الاستخبارات لضلوعه في جرائم ضد الإنسانية.

وأصدرت المحكمة الإقليمية العليا في بلدة كوبلنز جنوب غرب ألمانيا، الأربعاء 24 من فبراير شباط، حكمها الأول في قضية الضابطين السوريين المتهمين بالمسؤولية “عن جرائم ضد الإنسانية”، نُفذت في مراكز اعتقال تابعة للنظام في سوريا بدمشق.

وحكم قاضي المحكمة على الضابط السابق في المخابرات العامة بسوريا إياد الغريب، بالإدانة، والسجن لمدة أربع سنوات ونصف السنة بتهمة “جرائم ضد الإنسانية”، وفقًا لما نقلته مجلة “دير شبيغل” الألمانية.

ويُعتبر الغريب المسؤول الأدنى رتبة في القضية بعد المتهم أنور رسلان، واتهم سابقًا بالتحريض على ارتكاب التعذيب بحق المعتقلين، واحتجاز أشخاص عام 2011، وتسليمهم إلى فرع “الخطيب” الأمني، حيث تعرضوا للتعذيب لاحقًا.

وكانت لغة النطق بالحكم باللغة الألمانية، ولم يتمكن الناجون من التعذيب في مراكز الاعتقال والشهود وغيرهم، ممن لا يتحدثون الألمانية، من الحضور ومتابعة ما حدث في جلسة اليوم.

واستندت المحكمة في إصدار حكمها اليوم على عدة أدلة، منها إفادات الشهود من الضحايا الذين عانوا من شروط اعتقال “لا إنسانية ومذلة”، بحسب المحكمة، وإفادة عائلات ضحايا الاعتقال لدى نظام افي سوريا.

بالإضافة إلى آلاف الصور التي التقطها مصور سابق في الشرطة العسكرية بسوريا يُعرف باسم مستعار هو “قيصر”، تمكن من الهرب من سوريا صيف عام 2013، حاملًا معه 55 ألف صورة تظهر جثثًا تحمل آثار تعذيب.

وإياد الغريب، هو فقط المدعى عليه في هذه القضية، إذ انفصلت قضيته عن قضية المتهم الرئيسي أنور رسلان الأسبوع الماضي، ومن المتوقع أن تستمر المحاكمات ضد رسلان حتى أكتوبر تشرين الأول المقبل.

وفي 8 من فباير شباط الحالي، طالب  فريق الدفاع عن إياد الغريب بإصدار حكم براءة بحق موكله كونه “كان مجبرًا على تنفيذ الأوامر فقط”.

في وقت سابق توقع محامي الادعاء في المحاكمة، باتريك كروكر، الحكم على المتهم بالسجن أربع إلى خمس سنوات، وذلك في مؤتمر صحفي حضرته عنب بلدي بشأن الحكم الأول في محاكمة “كوبلنز”.

وفي تقرير  نشرته منظمة “هيومن رايتش ووتش” في نيسان 2020، توقعت أن يواجه إياد الغريب السجن بين ثلاث و15 سنة.

ومنذ بداية المحاكمة في نيسان 2020، كان إياد الغريب يدخل قاعة المحاكمة مخفيًا وجهه دون إتاحة الفرصة لوسائل الإعلام بالتقاط صور واضحة له.