كانبيرا – الناس نيوز :
قال وزير الخزانة الأسترالي جوش فرايدنبرج : ” إن أستراليا لن تفتح حدودها الدولية إلا إذا كان القيام بذلك آمناً واستناداً إلى المشورة الطبية “.
وأضاف الوزير فرايدنبرج في حديثه لـ “قناة أي بي سي”: “أعتقد أننا ندخل مرحلة جديدة من هذه الجائحة بسبب سلالة دلتا الأكثر عدوى”. وأضاف أن أستراليا تواجه “وقتاً حرجاً” في معركتها ضد “كوفيد-19”.
ولفت الوزير إلى أن كبير الأطباء في أستراليا سيطلع لجنة الأمن القومي التي يرأسها رئيس الوزراء سكوت موريسون على الموقف فيما يتعلق بـ”كوفيد-19″ في وقت لاحق .
وكان بدأ السبت تطبيق عزل عام على مدينة سيدني أكثر مدن أستراليا اكتظاظاً بالسكان وهي العاصمة الاقتصادية ، لمدة أسبوعين.
وأغلقت أستراليا حدودها في مارس/آذار 2020 للمساعدة على احتواء جائحة “كوفيد-19″، سامحة فقط للمواطنين بالعودة بعد قضاء 14 يوماً في حجر صحي إجباري في فنادق.
إلى ذلك، تعقد لجنة مواجهة “كوفيد-19” بأستراليا اجتماعاً طارئاً، في الوقت الذي أدى فيه تفشي سلالة “دلتا” شديدة العدوى في جميع أنحاء البلاد إلى إغلاق سيدني وتجديد القيود في مناطق أخرى. ويُفرض حالياً على نحو 18 مليون أسترالي أو نحو 70 في المئة من السكان شكل من أشكال العزل العام أو القيود المرتبطة بالوباء مع تصدي المسؤولين لتفشي المرض في كل الولايات والأقاليم تقريباً.
ووصف المسؤولون الظرف بأنه “خطير” بالنسبة للبلاد التي تمكنت من خفض عدد الإصابات عن طريق غلق الحدود وفرض الإغلاق العام.
وهذه أول مرة منذ شهور تشهد فيها أستراليا تصاعداً في الإصابات في مناطق مختلفة من البلاد في آن واحد.
وسارعت السلطات، أمام تصاعد الإصابات الجديدة، إلى إعلان الإغلاق في مدينتي سيدني وداروين، وفرض قيود في أربع ولايات. ولكن الظروف في سيدني مقلقة أكثر لأن القيود الجديدة تفرض على سكانها البالغ عددهم 5 ملايين نسمة البقاء في بيوتهم.
وأمرت سلطات الولاية بإغلاق الكثير من النشاطات التجارية أيضا. وأعلنت السلطات المحلية الاثنين 18 إصابة جديدة مقارنة بثلاثين في اليوم السابق. وأجرت المصالح الصحية اختبارات لنحو 59 ألف شخص خلال الـ 24 ساعة الماضية.
ووصف وزير الصحة في الحكومة المحلية، براد هازارد، سلالة دلتا التي اكتشفت في الهند بأنها “عدو لدود”، مضيفا: “على الرغم من كل الإجراءات التي اتخذناها، يبدو أن الفيروس له القدرة على المباغتة”.
وبينت الاختبارات أن الحالتين المسجلتين في غربي أستراليا، ترجعان إلى بؤرة سيدني، ولكن الإصابات المسجلة في كوينزلاند والأقاليم الشمالية تعود إلى أشخاص أصيبوا بالفيروس على الرغم من خضوعهم للحجر الصحي في الفندق.
وأحصت السلطات في الأقاليم الشمالية النائية 7 إصابات بالفيروس، وهو ما دفعها إلى تمديد الإغلاق في العاصمة داروين، إلى يوم الجمعة.
ويعتقد المسؤولون أن سلالة دلتا انتشرت أولا في مخيم لعمال المناجم، وأصبحت الآن تشكل خطرا على الناس هناك.
ويتابع المسؤولون بقلق قضية أحد أعضاء طاقم شركة طيران فيرجن أستراليا عمل في خمس رحلات محلية وهو يحمل فيروس كورونا من سلاسة دلتا. وقد اتصلت الشركة بجميع المسافرين على رحلاتها وكذا أعضاء طاقم طائرتها.
وأدى تصاعد الإصابات إلى إغلاق الحدود بين بعض الولايات وكذا الحدود الدولية. فقد أوقفت نيوزيلاند جميع الرحلات مع أستراليا، حتى يوم الثلاثاء على الأقل، بسبب تصاعد الإصابات الجديدة.
وكانت الرحلات بين البلدين استؤنفت في نيسان الماضي، مع تعليق سفر مؤقت مع بعض الولايات الأسترالية بسبب تصاعد الإصابات، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تشمل تعليق الرحلات مع جميع البلاد.
وحافظت أستراليا على أعداد منخفضة من الإصابات بفيروس كورونا خلال الجائحة، بفضل سياسة غلق الحدود، وإجراءات الحجر الصحي الصارمة، وكذا نظام اختبارات الكشف عن المصابين.
فلم تسجل أي حالة وفاة هذه العام، ولكنها سجلت 910 وفيات منذ انتشار الجائحة، و30450 إصابة حتى الآن.
ولكن السلالة الجديدة من الفيروس تمكنت من خرق الدفاعات الصحية التي وضعتها السلطات، إذ شهدت البلاد هذا العام تصاعداً في الإصابات في مناطق مختلفة.
وظهرت الإصابات الأولى في سيدني، منذ أسبوعين، في شاطئ بوندي الشهير، ثم انتشرت بسرعة عبر المدينة.
ويعتقد أن المتسبب فيها سائق غير ملقح كان ينقل المسافرين على الرحلات الدولية من المطار.
وحضت الحكومة المحلية الناس على التلقيح. وذكرت أن 24 شخصا من أصل 30 حضروا حفلا أصيبوا بالفيروس، وأن الذين لما يصابوا هم الذين خضعوا للتلقيح.
وقال هازارد الاثنين في مؤتمر صحفي: “إذا أخدت اللقاح، فإن احتمالات عدم إصابتك بالفيروس أكبر”.
وأثارت الإصابات الجديدة انتقادات لحملة التلقيح على المستوى الوطني، التي هي دون توقعات السلطات الفيدرالية.
فلم تتمكن أستراليا حتى الآن من تلقيح 5 في المئة من سكانها البالغين، تلقيحا كاملا، ولم تتجاوز نسبة من تلقوا الجرعة الأولى من لقاح فايزر أو أسترازينيكا 30 في المئة.
ولكن هناك تردد كبير بين الناس بشأن لقاح أسترازينيكا بسبب ارتباطه بحالات نادرة من جلطات الدم، كما أن استعمال لقاح فايزر فقد خصص لفئات عمرية معينة.