حوار جوني عبو – الناس نيوز ::
يشارك لبنان من خلال وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض ، في أجتماع الأمن الصحي السنوي الذي تقيمه الأمم المتحدة وتستضيفه هذا العام أستراليا.
ويزور الوزير الأبيض أستراليا حاملاً هموم وملفات ” صحة لبنان بشعبه والنازحين إليه” وسط منطقة وأجواء تشتعل بحروب وترتسم خرائط سياسية وديمغرافية واقتصادية ، تفرضها القوة والقوى الشريكة في المصالح من الداخل والخارج ، لا توفر أي ورقة على طاولة التفاوض حتى لو كانت ورقة صحة الإنسان وحياته ومصيره ” في لعبة السياسة بمفاهيمها المعولمة.
ويقدم الوزير ، الطبيب الخبير والمتشرب لغة أبي قراط انسانية وعملاً ، الملفات التي بين يديه بكثير من الكياسة ، لمجتمعات وحكومات بات لزاماً الإقرار أنه يتوجب علينا إيجاد مفاتيح التشبيك والتعاون معها وفق محاصصة في الكعكة بعيداً عن ثقافة الاستئثار المنتهية الصلاحية في زمن ” العالم جهاز تواصل صنعه وفرضه علم الأبحاث ” كما يقول منطق الكبار الجدد .
ويمتلك الوزير الأبيض دماثة وحجج وأرقام ومعطيات تؤهله ايصال الرسالة بأقل كلفة لكل الأطراف ، واضعاً الصحة على تاج الأولوية مستنداً إلى ثقافة البنود الأولى في قانون حقوق الإنسان الأممي الذي يدفعنا ” واقع الغابة ” إلى الصراخ والتذكير به لمواجهة من يضعونه في سلة التناسي أو التلاشي … .
يقول معالي الوزير الطبيب إن وباء كورونا أثبت أن جغرافيا الوباء عالمية ويصعب حصر الأوبئة جغرافياً ، لذلك نحن شركاء في الأزمات وانتشار الأوبئة ، وكذلك نحن يجب أن نكون شركاء في النتائج الإيجابية .
من هنا نذكر الجهات الدولية المختصة ، والقول للوزير الدكتور فراس الأبيض إن انتشار الأمراض في لبنان والقضاء عليها ليس مسؤولية لبنان وحده ، إن هذه المشاكل أصبحت عالمية .
وعن لائحة مطالب وزارة الصحة اللبنانية من وزارة الصحة الأسترالية يقول الوزير اللبناني في حواره مع جريدة الناس نيوز الأسترالية في ملبورن : أولاً نريد أن نشكر الجمعية الطبية الأسترالية اللبنانية ( ألما ALMA ) ممثلة برئيسها الدكتور وليد الأحمر وكل فريق الأعضاء في الجمعية التي ساعدتنا في برنامج هذه الزيارة ، كما أنها تقوم بدور رئيسي في إرسال المساعدات الطبية إلى لبنان فضلا عن دورها مع الجالية اللبنانية في أستراليا .
ويضيف الدكتور فراس الذي يتصرف بكثير من التواضع والمودة مع أطياف اللبنانيين في الأغتراب الأسترالي ، أن مطالب وزارته من الجهات الأسترالية تلخصت في عدة نقاط أولها ، منح تدريبية لكوادرنا ، برامج الجودة الطبية الحديثة ، الاستجابة والمعالجة الطبية عن بعد ، أدوية بعض الأمراض ذات الاستهلاك العالي ، آلات طبية حديثة تلبي بسرعة إحتياجات المرضى.
وبالتالي هذه الأولويات لنا تساعدنا على تجاوز عدة صعوبات ، سيما مع تراجع كمية ونوعية المساعدات الدولية الطبية والإنسانية مؤخراً ، على سبيل المثال توقف تقديم مياه الشرب للاجئين السوريين ، وهذه مصيبة لها تداعياتها ،فكما هو معروف لبنان أكبر المرحبين والداعمين للنازحين السوريين ، لكن لا قدرة للبنان على تلبية الاحتياجات الضاغطة .
ويرفض الوزير اللبناني أستخدام ورقة النازحين السوريين ، هم بشر مثلنا لديهم ظروف قاهرة ، لكن حقيقة أن لا مقدرة لدى قطاع الصحة في لبنان الاستجابة التي هي فوق طاقته ، كما يرفض الوزير الأبيض التحريك الديمغرافي لورقة النازحين ، وفي نفس الوقت يقول نحن لا ننكر وجود فساد في ملف المساعدات ، نحن قلنا مرارا يمكنكم تمرير المساعدات مباشرة للنازحين ، ويلفت إلى أن بطاقة الأمم المتحدة التي يستخدمها النازحين تدفع جزء من الطبابة وليس كامل قيمة الطبابة ، التي يدفعها لبنان .
لكن الواقع يا سيادة الوزير يقول إن القسم الأكبر من النازحين السوريين قوى عاملة ، فضلاً عن عشرات مليارات الدولارات في البنوك اللبنانية هي رصيد السوريين ؟ .
صحيح صحيح جوني ، لكن ذلك كله لا يساعد ميزانية وزارة الصحة التي لا تتجاوز 300 مليون دولار هذا العام 2024 ، نحن نحاول خلق مساحات مشتركة وتلبية المطالب لكن ذلك ليس بالأمر السهل ، لذلك هذا الملف من ملفات النقاش الذي نطرحه في المؤتمر ، وكذلك نطرحه مع الدول المانحة .
وعن أبرز نواقص بنية خدمات وزارة الصحة ؟ يقول الوزير القريب إلى خط تيار المستقبل للناس نيوز ، للأسف ليس لدينا مختبر مركزي ، ليس لدينا ترصد للأوبئة ، القدرة الضعيفة على المشاركة السريعة بالمعلومات ، هناك هشاشة في النظام الصحي عموماً .
ويقول وزير الصحة اللبناني ، الرجل الذي قضى أكثر من عقدين من العمل الطبي في السعودية وجال في العديد من دول العالم باحثاً عن المزيد من تعميق اختصاصه بالمعرفة الحديثة ، يقول إن حكومة تصريف الأعمال الحالية ، التي يترأسها نجيب ميقاتي ، ليست هي الوضع الأمثل ، وكذلك غياب رئيس للبلاد ، ومجلس نيابي لديه أوضاعه ، كل ذلك يسهم في جعل لبنان لا يقوم بكل نشاطه الطبيعي ، فضلاً عن ذلك ، الحرب في جنوب البلاد ، ومخاطرها … .
هل تحضرتم لاحتمالية توسع رقعة الحرب ؟
نعم ، اطلقنا خطة طوارئ الحرب ، ورفع الجهوزية الصحية لدى طواقمنا الطبية ، ولدينا مخزون أدوية كاف لمدة 4 أشهر ، وكذلك عالجنا نقاط الضعف في مصادر الطاقة ( المحروقات ، الكهرباء ، الانترنت ) وتدريب الكوادر على ظروف الحرب ، ونتوقع نزوح داخلي بمئات الآلاف .
وأعتبر الوزير الأبيض في نهاية حواره مع جريدة الناس نيوز الأسترالية أن الجانب الجيد في الأزمات هو إمكانية الاصلاح ، المعطل في الاوقات العادية نتيجة خلافات الافرقاء لبلد اقتصاده الصحي هش في ضل تلاحق كل أنواع الانزلاقات.
اجتماعات مع أطياف الجالية واجتماع خاص مع المرشحين للانتخابات البلدية .
وكان الوزير فراس الأبيض عقد عدة إجتماعات مع أطياف الجالية اللبنانية بحضور القنصل العام في ولاية فيكتوريا الاسترالية رامي حامدي، الذي ساهم وفريق عمل القنصلية في تنظيم تحركات الوزير الضيف ، قبل أن ينتقل إلى مدينة سيدني لقضاء القسم الثاني من جولته الصحية في أستراليا .