كانبيرا – الناس نيوز :
علّق وزير الهجرة بالإنابة آلان تادج – في لقاء خاص مع أس بي أس عربية على التغييرات التي ستطال في الفترة المقبلة كلاً من برنامج اللغة الانجليزية الخاص بالمهاجرين والقادمين الجدد، واختبار الجنسية الذي سيتضمن مزيداً من الأسئلة عن القيم الديموقراطية الليبرالية التي يرتكز إليها المجتمع الأسترالي.
التغييرات المقترحة على اختبار الجنسية، أثارت جدلاً في الشارع الأسترالي ولا سيما في أوساط الجاليات الاثنية ولكن تادج طمأن أبناء الجالية العربية بالقول: “الأسئلة الجديدة ستكون مباشرة وسهلة بالنسبة للأشخاص المستقرين هنا منذ سنوات.”
أما القادمون حديثاً من دول “لا تحكمها قيم ليبرالية ديمقراطية” ومن بينها دول عربية، فاعتبر الوزير تادج أنه يتوجب عليهم تعلم قيم أستراليا وفهمها جيداً قبل الخضوع للاختبار.
وأكد تادج على “علمانية” المجتمع الأسترالي: “المهاجرون اختاروا أستراليا وهم يعلمون ذلك. هناك سؤال في الاختبار على التضارب المحتمل بين قاعدة دينية وقانون وطبعاً القانون دائماً سيد الموقف.”
وخاطب تادج أبناء الجالية العربية، قائلاً إنه من المهم أن يكون لدى الأستراليين لغة مشتركة، وأن عليهم أن يتقنوا الانجليزية ليشاركوا بفعالية في مكان العمل والنظام الديمقراطي، وأضاف: “من الضروري أن تبقى أستراليا أمة متجانسة ومنسجمة اجتماعياً وعلى ذلك لا يصلح أن تكون أقلية ما لا تتقن هذه اللغة المشتركة.”
ومن المعروف أن تواجد الجاليات الاثنية عموماً والعربية على وجه الخصوص، يتركز في مناطق وضواحٍ معينة دون غيرها، وقد يجد البعض أنفسهم مكتفين باللغة الأصلية لسنوات وخصوصاً إذا كانوا من أصحاب الأعمال الحرة ويقتصر تفاعلهم مع محيطهم على الضاحية التي يسكننوها.
وأعرب تادج عن اعتقاده بأن ” جغرافية سيدني تصعب على الافراد التنقل بسهولة بين الضواحي المختلفة” مما قد يؤثر سلباً على انخراط أفراد بعض الجاليات بشكل أوسع في المجتمع العريض. وعلى النقيض، تم تصميم مدينة ملبورن على نحو يجعل ضواحيها متداخلة وساعد في ذلك طبيعتها السهلة وفق تقدير الوزير تادج.
وأكد الوزير الذي يحمل أيضاً حقيبة السكان والتخطيط الحضري، على سعي الحكومة إلى منح أبناء الجاليات الاثنية حيزاً يسمح لهم بالاحتفاء بثقافاتها الأصلية ومشاركتها مع الآخر، ولكن في نفس الوقت أكد على ضرورة “الاندماج” مع باقي مكونات المجتمع.
وتحدث تادج عن التدخل الأجنبي في أستراليا وكيف قد يؤدي الضعف في اللغة الانجليزية إلى جعل بعض المجتمعات أكثر عرضة للاختراق من قبل قوى خارجية: “وسائل الإعلام الناطقة بلغات غير الانجليزية قد تحمل أجندات خاصة غير متوافقة مع القيم الأسترالية.”
ومن هنا، أشار الوزير إلى أهمية إتقان المهاجر للغة الانجليزية بحيث يبقى على اطلاع بكل ما يحدث ويكون بمقدروه “رؤية الصورة كاملة” عبر الاطلاع على المعلومات من أكثر من مصدر.
وقال تادج “نريد التركيز على نقطة أن أستراليا تختلف عن البلد التي قد يكونوا قد قدموا منها، وهذا قد يشمل بالطبع بعض الدول العربية والتي لديها أنظمة حكم وقيم مختلفة عن أستراليا.”
ويعد اختبار الجنسية الأسترالية واحد من الخطوات الرئيسية التي يجب على أغلب المهاجرين الذين يرغبون في الحصول على الجنسية اجتيازه. الاختبار شبه إلزامي للمتقدمين بين عمر 18 عاما و59 عاما.
أما من هم في عمر 17 عاما أو أقل، أو في عمر 60 عاما أو أكثر عند تقديمهم للحصول على الجنسية لا يخضعون للاختبار.
وقال الوزير تادج “نحن نرغب في أن يفهم الناس بشكل أعمق النظام القائم على القيم الأسترالية ويتعلمونه ومن ثم يتم اختبارهم من خلال امتحان الجنسية قبل أن يصبحوا أستراليين.”
وخلال العام 2019/2020 حصل عدد قياسي من المهاجرين على الجنسية الأسترالية يتجاوز 200,000 شخص.