إسلام آباد – الناس نيوز :
قالت محطة “بي تي في” التلفزيونية الحكومية الباكستانية، الأحد، إن عبد القدير خان، مهندس البرنامج النووي الباكستاني ، توفي عن عمر 85 عاماً.
ويعتبر كثيرون عالم الذرة الباكستاني بطلا قوميا لجعل بلده قوة نووية .
وتوفي العالم الباكستاني الذي حاولت عدة دول استثمار قدراته ، بعد نقله إلى المستشفى بسبب مشكلات في الرئة، حسبما ذكرت فرانس برس .
وكتب الرئيس الباكستاني عارف علوي على «تويتر» معربا عن «حزن عميق» لوفاة العالم الذي كان يعرفه منذ العام 1982 وأضاف «ساعدنا في تطوير رادع نووي حيوي لبقاء الأمة، والبلاد لن تنسى أبدا خدماته».
واكتسب خان مكانته كـ«بطل قومي» في مايو (أيار) 1998، عندما أصبحت باكستان رسميا قوة عسكرية ذرية وذلك بفضل اختبارات أجريت بعد أيام قليلة من الاختبارات التي أجرتها الهند.
وبعد ذلك، وجد نفسه في قلب جدل واتهم بتسريب تقنيات لإيران وليبيا وكوريا الشمالية، ووضع قيد الإقامة الجبرية في إسلام آباد منذ العام 2004، وهو أقر بذنبه في العام 2004 بعدما وضعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة مراقبة تابعة للأمم المتحدة، العلماء الباكستانيين في صلب سوق سوداء ذرية.
وبعدما منحه الحاكم العسكري للأمة برويز مشرف عفوا، وُضع رهن الإقامة المراقبة لمدة خمس سنوات.
وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية عام 2008، قال خان: «أنقذت البلاد لأول مرة عندما جعلت باكستان دولة نووية وأنقذتها مجددا عندما اعترفت (بالذنب) وتحملت كل اللوم».
وفي 2009 قضت محكمة بإنهاء وضعه رهن الإقامة المراقبة ومنحه بعض الحرية في التنقل في العاصمة، لكن تحت حراسة شديدة من السلطات التي كان مجبرا على إبلاغها بكل تحركاته.
وكان خان الذي ولد في الأول من أبريل (نيسان) 1936 في مدينة بوبال الهندية، قبل 11 عاما من التقسيم الدموي للإمبراطورية البريطانية الهندية الذي أدى إلى ولادة باكستان والهند في 14 و15 أغسطس 1947 وراء تطوير برنامج الصواريخ في البلاد. حصل على شهادة العلوم في جامعة كراتشي عام 1960 ثم تابع دراسة الهندسة المعدنية في برلين قبل استكمال دراساته المتقدمة في هولندا وبلجيكا.
وتمثلت مساهمته الحيوية في البرنامج النووي الباكستاني في شراء مخطط لأجهزة الطرد المركزي التي تحول اليورانيوم إلى وقود يستخدم في صنع الأسلحة للمواد الانشطارية النووية. ووُجهت إليه تهمة سرقتها من هولندا أثناء عمله في المجموعة الإنجليزية – الهولندية – الألمانية للهندسة النووية «يورينكو»، وإعادتها إلى باكستان عام 1976.
وبعد عودته إلى باكستان، عين رئيس الوزراء وقتها ذو الفقار علي بوتو، خان مسؤولا عن مشروع الحكومة الجديد لتخصيب اليورانيوم. وبحلول العام 1978 قام فريقه بتخصيب اليورانيوم، وبحلول العام 1984 كانت البلاد قد أصبحت لديها القدرة على تفجير قنبلة نووية، كما قال خان لاحقا في مقابلة صحافية. وأكد خان أن الدفاع النووي هو أفضل قوة ردع.
وبعد إجراء إسلام آباد تجارب ذرية في العام 1998 ردا على تجارب قامت بها الهند، أصر خان على أن باكستان «لم ترغب مطلقا في صنع أسلحة نووية. ولكنها اضطرت للقيام بذلك».
لكن الجدل الذي طال الحياة المهنية لخان لم يؤثر على شعبيته داخليا. فقد سُميت العديد من المدارس والجامعات والمعاهد والمستشفيات الخيرية في كل أنحاء باكستان تيمنا باسمه، كما تزين صورته لافتاتها وأدواتها المكتبية ومواقعها الإلكترونية.