القدس – رام الله ( الضفة الغربية ) – الناس نيوز :
توفي أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عن 65 عاما في مستشفى هداسا الإسرائيلي في القدس الثلاثاء جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد حسب ما أعلنت الرئاسة الفلسطينية.
وذكرت الرئاسة الفلسطينية أن جثمان عريقات سينقل إلى مستشفى بالقرب من رام الله، وسيتم تنظيم جنازة عسكرية في المقاطعة حيث مقر الرئاسة الفلسطينية، قبل مواراة جثمانه الثرى في مدينة أريحا حيث عاش معظم حياته.
ونعت الرئاسة الفلسطينية عريقات معلنة الحداد بتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن وفاة كبير المفاوضين الفلسطينيين “خسارة كبيرة لفلسطين ولأبناء شعبنا”. وفق فرنس برس .
وقدم العاهل الأردني في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني، التعازي بوفاة عريقات “الذي أمضى حياته في خدمة القضية الفلسطينية، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة”.
ونعت مصر أيضا عريقات “الذي أمضى حياته مدافعا عن حقوق الفلسطينيين”.
وفي نعيها، طالبت ألمانيا القيادات الفلسطينية بالاستمرار على نهج عريقات التفاوضي.
في 9 تشرين الأول/اكتوبر، أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية عن إصابته بفيروس كورونا.
وكان عريقات الذي خضع سابقا لعملية زرع رئة، أدخل المستشفى في القدس 18 تشرين الأول/أكتوبر.
وأعلن المستشفى الإسرائيلي الذي نقل إليه عريقات أن حالته “حرجة” وتم وضعه على أجهزة التنفس الاصطناعية.
وعانى عريقات المقرب من محمود عباس لسنوات من التليف الرئوي، وخضع في العام 2017 لعملية زراعة رئة في مستشفى في الولايات المتحدة.
– كبير المفاوضين –
ولمع اسم عريقات في معظم محطات التفاوض التي جرت بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، منذ مؤتمر مدريد للسلام في 1991، وشهد مختلف التقلبات على المفاوضات السياسية التي جرت بين الجانبين.
يلقب عريقات بكبير المفاوضين الفلسطينيين باعتباره رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية منذ 2003. وقد استقال من هذا المنصب في شباط/فبراير 2011 بسبب كشف وثائق حول مفاوضات السلام مع إسرائيل ما بين 1999 و2010، والتي بثتها قناة الجزيرة الفضائية.
وقدم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ورئيس الحركة السابق خالد مشعل التعازي للرئيس الفلسطينية عباس لوفاة عريقات، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ويأتي الإعلان عن وفاة عريقات في الوقت الذي تحيي فيه القيادة الفلسطينية الأربعاء الذكرى السادسة عشر لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والذي عمل معه عريقات طوال فترة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وجاء في بيان نعي الرئاسة الفلسطينية أن عريقات “أمضى حياته مناضلاً ومفاوضاً صلباً دفاعاً عن فلسطين، وقضيتها، وشعبها، وقرارها الوطني المستقل.
وأضاف البيان “تفتقد فلسطين اليوم، هذا القائد الوطني، والمناضل الكبير الذي كان له دورٌ كبير في رفع راية فلسطين عاليا، والدفاع عن حقوق شعبنا وثوابته الوطنية، في المحافل الدولية كافة”.
ونعت الحكومة الفلسطينية عريقات أيضا.
وجاء في بيان النعي “تفتقد فلسطين اليوم هذا القائد الوطني والمناضل الكبير الذي كان له دور كبير في رفع راية فلسطين عاليا، والدفاع عن حقوق شعبنا وثوابته الوطنية في المحافل الدولية كافة”.
-أستاذ جامعي وصحافي –
مارس عريقات دورا اكاديميا في الجامعات الفلسطينية، حيث درس العلوم السياسي في جامعة النجاح الفلسطينية، عوضا عن المحاضرات الأكاديمية التي كان يعقدها.
وألف عريقات العديد من الكتب السياسية، ومنها كتاب بعنوان “الحياة مفاوضات” تحدث فيه عن تجربته في المفاوضات السياسية.
ومثّل الأستاذ الجامعي المولود في القدس في العام 1955، شخصية محورية في الساحة الفلسطينية ومحاور لا يمكن تجاوزها للمبعوثين الأجانب، يتحدث الإنكليزية بطلاقة، ويتمتع بحس الفكاهة.
وانتقد التطبيع الأخير المعلن بين إسرائيل ودول عربية.
ورأى عريقات أن اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات “يقتل” حل الدولتين و”يقوي المتشددين” و”يقضي على” أي إمكانية لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
كان عريقات عضوا في البرلمان الفلسطيني منذ العام 1996، وشخصية مقربة من الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، لكنه لم يكن معه في منفاه في الخارج.
مؤخرا، بات عريقات من أشد المنتقدين لسياسة إسرائيل في احتجاز جثامين الفلسطينيين الذين قتلوا خلال هجمات نفذت ضد إسرائيليين، خصوصا بعد مقتل شاب من أقاربه عند حاجز عسكري في الضفة الغربية المحتلة في حزيران/يونيو الماضي.
حصل عريقات على الشهادة الجامعية الأولى من جامعة سان فرانسيسكو الأميركية، ثم حصل من جامعة برادفورد البريطانية على شهادة الدكتوراه في دراسات السلام.
وعمل لاحقا محاضرا للعلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس التي تعد من أكبر الجامعات الفلسطينية وأعرقها، في الضفة الغربية من 1979 إلى 1991.
وقد عمل صحافيا في جريدة القدس الفلسطينية لمدة 12 عاما. وألف نحو عشرة كتب، اتخذ من مدينة أريحا قرب القدس مسكنا له ولعائلته.
وهو متزوج من نعمة عريقات، وله من الأبناء دلال وسلام وعلي ومحمد.