الرياض – الناس نيوز ::
ندّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الجمعة بانتهاكات القوات الإسرائيلية في قطاع غزة عشية قمتين عربية وإسلامية ستركزان على الحرب المستمرة منذ أكثر من شهر.
وقال الحاكم الفعلي للسعودية خلال كلمته أمام قمة سعودية افريقية في الرياض “ندين ما يشهده قطاع غزة من اعتداء عسكري واستهداف المدنيين واستمرار انتهاكات سلطة الاحتلال الاسرائيلية للقانون الدولي الإنساني”.
وأضاف “نؤكد ضرورة وقف هذه الحرب والتهجير القسري، وتهيئة الظروف لعودة الاستقرار وتحقيق السلام”.
بدأت الحرب في غزة بعدما شنت حماس هجوما غير مسبوق داخل الأراضي الإسرائيلية أسفر عن مقتل 1400 شخص في إسرائيل غالبيتهم من المدنيين واخذ نحو 240 رهينة، على ما تفيد السلطات.
وتشن إسرائيل منذ ذلك الحين قصفا عنيفا لا هوادة فيه على قطاع غزة المحاصر البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة قتل فيه 11 ألف شخص على الأقل غالبيتهم مدنيون وبينهم أكثر من 4500 طفل على ما تفيد وزارة الصحة التابعة لحماس.
وعرقلت الحرب جهود التوصل لاتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية، قال الأمير محمد في أيلول/سبتمبر إن التقارب بين المملكة والدولة العبرية “يقترب” كل يوم أكثر.
وانتقدت الرياض مرارًا وتكرارًا الهجمات الإسرائيلية على المدنيين في بيانات رسمية، لكنّ تصريحات الجمعة كانت العلنية الأولى للأمير محمد.
وجاءت تصريحاته في القمة السعودية الإفريقية الجمعة قبل يوم واحد من استضافة المملكة الخليجية اجتماعين طارئين بشأن الحرب في غزة – لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
كما أدان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد الجمعة “العنف الفاضح” الذي يتعرض له الفلسطينيون.
وقال “إننا ندعو إلى قفزة حقيقية وعملية لوقف التدمير الفوري لغزة وقتل الآلاف من أهلها من أجل إعطاء زخم قوي للحل السياسي من خلال تبني حل الدولتين”.
وأبلغ ولي العهد السعودي القمة أن بلاده ستستثمر 25 مليار دولار في أفريقيا وتأمين عشرة مليارات دولار من الصادرات وتقديم خمسة مليارات دولار تمويلاً تنموياً إضافياً من الآن وحتى عام 2030، وهو ما يقرب من ضعف المبلغ المستثمر في العقد الماضي، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
وقال إنّ “السعودية قدمت أكثر من 45 مليار دولار لدعم المشاريع التنموية والإنسانية في 54 دولة أفريقية” خلال السنوات القليلة الماضية.
وأوضحت الباحثة في معهد بيكر ياسمين فارق أنّ القمة تبرز سعي الرياض لوضع نفسها في “مركز قوة دولية وليس مجرد قوة اقليمية أو عربية في افريقيا جنوب الصحراء”.
وقالت إنّه “منذ وصول ولي العهد للحكم (في 2017) … يتم اعادة تنظيم النفوذ السعودي في افريقيا جنوب الصحراء ليعود باهداف وعوائد واضحة”.
وأضافت أنّ “السعودية لم تعد تنظر إلى افريقيا من منطلق تاثير إسلامي ومالي بحت … بل باتت تنظر إليها من وجهة نظر استثمارية وجيوسياسية وللاستفادة من الكتلة التصويتية الكبيرة لافريقيا في المنظمات والهيئات الدولية”