الناس نيوز – فواز خيو
في معظم البلدان العربية ، ثمة تهمة خطيرة وهي وهن عزيمة الأمة .
لأن عزيمة الأمة عظيمة ، ولم تستطع كل قوافل الهزائم والنكبات والخيبات أن تضعفها ، وهي قوية لدرجة أنها ستتحمل كل الهزائم القادمة بكل تفاؤل وسعة صدر ، معززة بكل الأناشيد الوطنية والشعارات البراقة ، والخطط الخمسية والعشرية ، وكل خطابات القادة التي تشرح أخطار الاستعمار بشكليه الصيني والتايواني وذيولهما من قطع غيار وطنية وقومية ، ولأنها مرتبطة بكل خطط التنمية التي يساهم فيها قطاع خاص وقطاع عام وقطاع طرق ، واضعين نصب أعينهم رفاه المواطن وسعادته ليتفرغ للإبداع وتصدير الصورة الأبهى للعالم ،
وبسبب كل ذلك ندرك مدى خطورة وهن عزيمة الأمة ، والتهمة بها .
لا ننسى بالطبع أن الدولة محمية بحكم القانون والدستور من أي تهمة يوجهها لها المواطن ،
فهي لا توهن عزيمته إطلاقا .
قد يقول بعض الخبثاء والمندسين : وهل بقي للمواطن عزيمة لكي توهن ؟
تصوروا هذا الافتراء الذي يذهب إليه بعض عناصر المؤامرات الكونية والأمرو صهيونية وذيولهما .
كم عانت الأمة من مشاكسة هؤلاء وعرقلتهم لكل خطط ومشاريع التحرر الهادفة إلى الحفاظ على استقلالية القرار والسيادة ، لنظل نحمل شعلة الحضارة والرقي .
مرة وفي إحدى البلدان العربية حصلت بعض مؤامرة لعرقلة المسيرة الوطنية ، فتمكنت المخابرات وبعون الله سبحانه من إجهاض مشروعهم واعتقلتهم فورا ، هم وكل من التقى معهم لو في الشارع ، خوفا من انتقال فيروس العدوى ، وبعد أقل من ربع قرن على سجنهم قدموا للقاضي ، فحاكمهم القاضي ، وفي جلسة النطق بالحكم كان القاضي ينادي على كل متهم فيرد المتهم : حاضر ،
فيقول له القاضي ؛ حكمت عليك المحكمة كذا سنة ، بتهمة كذا .
كان من بين المتهمين رجل قصير القامة ، هزيلا نحيلا ، لا يقوى على حمل ربطة خبز .
نادى عليه القاضي فقال : حاضر سيدي .
فقال له القاضي : حكمت عليك المحكمة بعشر سنوات سجن بتهمة وهن عزيمة الأمة .
انفجر الرجل بضحكة مزلزلة هستيرية ، فوجئ الجميع والقاضي بأنه يضحك وبشكل هستيري ،
فسأله القاضي :
علام تضحك وحكمتك بعشر سنوات ؟
فانتصب بقامته الهزيلة النحيلة وقال :
… إخت هيك أمة إذا واحد مثلي بدو يوهن عزيمتها .