الناس نيوز – وكالات: عكست أسواق المال الإثنين المزاج المتكدر الذي يخيم على العالم على الرغم من تدخل المصارف المركزية سعياً لاحتواء الصدمة الناجمة عن انتشار فيروس كورونا.
إذ خفض الاحتياطي الفدرالي الأميركي الأحد معدلات فوائده إلى الصفر، مشاركا في تحرك عالمي منسّق لا سيما مع المصارف المركزية في بريطانيا واليابان وكندا وسويسرا بهدف ضمان تزويد العالم بالسيولة. وأعلن الاحتياطي الفدرالي كذلك شراء 500 مليار دولار من سندات الخزينة و200 مليار دولار من سندات الرهن العقاري دعماً للأسواق.
لكن هذه الإعلانات لم تكن كافية لطمأنة أسواق الأسهم فهبطت عند الافتتاح في أوروبا، بعد أن تقهقرت في منطقة آسيا والمحيط الهادئ (-9,7% في سيدني، في ما يشكل تراجعاً تاريخياً). وتخيم حالة من الشلل على الأسواق بسبب المخاوف من الركود في مواجهة وباء عالمي يبدو أنه يتباطأ في مهده الآسيوي ولكنه يتفشى في سائر القارات.
عواقب كارثية
وهذا في وقت تتكشف العواقب الاقتصادية الكارثية للأزمة الصحية. إذ أعلن المفوض الأوروبي للسوق الداخلية تييري بريتون الإثنين إن الاتحاد الأوروبي يتوقع ركوداً في عام 2020 إذ قد يبلغ التأثير العالمي للأزمة على النمو الأوروبي “من 2 إلى 2,5%”.
أما الصين فأعلنت الإثنين أول تراجع لإنتاجها الصناعي في حوالي ثلاثين عاما وانهيار مبيعاتها بالتجزئة.
وأعلن العديد من شركات الطيران تراجع نشاطها إلى حد كبير. فقالت الخطوط الجوية النمساوية أنها ستوقف كل رحلاتها المنتظمة اعتباراً من الخميس. وتوقعت الخطوط الفرنسية-كي ال ام وبريتش إيرويز تراجع نشاطها خلال شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو بأكثر من 70%، وقالت شركة إيزيجت أنها قد لا تتمكن من تحريك معظم طائراتها.
وقالت لوفتهانزا الألمانية أنها ستلغي حتى 90% من قدراتها التشغيلية للرحلات الطويلة، اعتباراً من الثلاثاء. ويشمل ذلك بشكل خاص الرحلات التي تؤمنها الشركة إلى الشرق الأوسط وإفريقيا وأميركا الوسطى والجنوبية، وفق بيان.
وفي المانيا، علق الاتحاد الدولي للسياحة، المجموعة السياحية الأولى في العالم، القسم الأكبر من نشاطاته كالرحلات المنظمة.
وأعلنت شركة فيات كرايسلر الإيطالية الأميركية لصناعة السيارات إغلاق “القسم الأكبر” من مصانعها الأوروبية في إيطاليا وصربيا وبولندا حتى 27 آذار/مارس. ويمثل ذلك 30 إلى 35% من قدرتها الإنتاجية.