أستوكهولم – الناس نيوز :
فاز الأمريكييان بول ميلغروم وروبرت ويلسون بجائزة نوبل للاقتصاد عن عملهما الحديث في تطوير المزادات العلنية التجارية، وفق ما قالت اللجنة المانحة لهذه الجوائز.
وأوضحت لجنة الحكام ، وفق وكالة الصحافة الفرنسية الإثنين أن الثنائي تم تكريمه للتحسينات التي أجروها لنظرية المزاد وابتكارهما أشكالا جديدة للمزادات .
وكانت الشاعرة والكاتبة الأمريكية، لويز غلوك، فازت قبل بضعة أيام بجائزة نوبل في الأدب لعام 2020 وذلك “لصوتها الشعري الجَلي الذي يضفي بجماله البسيط طابعًا عالميًا على الوجود الفردي.”
ومنحت جائزة نوبل للكيمياء للفرنسية إيمانويل شاربانتييه والأمريكية جنيفر داودنا، وهما عالمتا وراثة قامتا بتطوير “مقصات جزيئية” قادرة على تعديل الجينات البشرية.
وكان ايضا فاز بجائزة نوبل في علوم الفيزياء لعام 2020 عالم الفيزياء والرياضيات البريطاني السير روجر بنروز حيث حصد نصف الجائزة، وذهب النصف الآخر لكل من عالمي الفلك الألماني راينهارد غنزيل والأمريكية أندريا غيز لاكتشافاتهم المتعلقة بواحدة من أكثر الظواهر غرابة في الكون، الثقب الأسود.
وفي الطب فقد فاز بجائزة نوبل 2020 في علم وظائف الأعضاء أو الطب مكتشفي فيروس التهاب الكبد “سي” وهم البريطاني مايكل هيوتون والأميركيين هارفي ألتر وتشارلز رايس، وفق ما أعلنه معهد كارولينسكا السويدي في
تعرفوا على حقيقة جائزة نوبل السويدية العالمية .
تتجه أنظار العالم في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام إلى السويد والنرويج حيث يتم الإعلان عن الفائزين بجوائز نوبل لذلك العام، ويُقام في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) من كل عام احتفالاً كبيراً تقديراً للفائزين من العلماء والأدباء، أولئك الذين ححقوا أكبر منفعة للبشرية. فما هي قصة هذه الجائزة؟.
الحقيقة الصادمة
في عام 1888 توفي لودفيج نوبل شقيق ألفرد الأكبر، إلا أن الصحف خلطت بين الشقيقين، فنشرت إحدى الصحف الفرنسية على صفحتها الأولى خبر بعنوان:”مات تاجر الموت”. كانت تلك طريقة الصحيفة للتنديد بألفرد نوبل لاختراعه الديناميت عام 1867 أي 21 عاماً قبل وفاة أخيه وما نتج عن نقله من مجال الإنشاءات والمناجم إلى ساحات المعارك من مقتل وإصابة عشرات الآلاف. بينما عنونت صحيفة أخرى الخبر: ”الدكتور ألفرد نوبل، الذي أصبح غنياً من خلال إيجاد طرق لقتل المزيد من الناس أسرع من أي وقت مضى، توفي بالأمس”.
وحين قرأ ألفرد نوبل خبر وفاته في الصحف على تلك الشاكلة الإحتفالية بموته، أصيب بحزن عميق. وربما كان مرده اعتقاده بالوجه الجيد والمفيد لاختراعاه للديناميت وثقته بالجانب الإنساني لدى البشر. إذا اعتقد أن استخدام الديناميت في ساحات الحروب إنما هو مقدمة للسلام. فهو القائل :”إن العالم عندما يلاحظ مقدار القتل الذي يتسبب به استخدام الديناميت، وقدرته على إبادة جيش كامل في معركة واحدة، سينزع بكل تأكيد نحو السلام”.
الوصية
أصبح هاجس الإرث الذي سوف يتركه خلفه، وكيف سيتذكره الناس منذ واقعة الخبر الصحفي الخاطئ، شُغل ألفريد الشاغل. وفي 27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 1895، طلب من أصدقائه التوقيع على النسخة المعدلة الثالثة والأخيرة من وصيته في مقر النادي السويدي النرويجي بباريس الذي أصبح لاحقاً وبعد انفصال النرويج عن السويد في عام 1905، وإلى يومنا هذا، يسمى النادي السويدي، .
بعد الضرائب والوصايا للأفراد، قام ألفريد بتخصيص نحو 94% من ثرواته واستثماراته البالغة أكثر من 31 مليون كرونة سويدية لتأسيس 5 جوائز تمنح سنوياً، دون تمييز في الجنس أو الجنسية للشخص “الذي قدم أكبر منفعة للبشرية” في مجالات: الكيمياء، الفيزياء، الطب أو علم وظائف الأعضاء، والأدب. أما الجائزة الخامسة فتمنح للفرد أو الجماعة الذين قاموا بأكبر خدمة للسلام الدولي.
وفي عام 1968 قام بنك السويد المركزي بانشاء جائزة نوبل للعلوم الاقتصادية تخليدًا لذكرى ألفريد نوبل. وتقوم الجائزة على تبرع تلقته مؤسسة نوبل من البنك المركزي بمناسبة مرور 300 عام على تأسيسه. وتمنح الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم هذه الجائزة وفق لنفس المبادئ المتبعة لاختيار الفائزين بالجوائز الأخرى.
تُعلن اسماء الفائزين، التي تبقى طي الكتمان والسرية حسب الوصية، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، وتُوزع الجوائز في مجالات الكيمياء، الفيزياء، علم وظائف الأعضاء أو الطب، والأدب، في شهر ديسمبر (كانون الأول) في حفل كبير بحضور العائلة الملكية السويدية في العاصمة السويدية ستوكهولم. أما جائزة السلام فقد أوصى نوبل أن تكون أوسلو مركزاً لها. ولا يعلم أحد لماذا اختار ألفريد العاصمة النرويجية، خصوصاً وأن النرويج كانت في ذلك الحين تابعة للتاج السويدي، مما أثار حفيظة البلاط الملكي وبعض السياسيين السويديين عند إعلان الوصية.
بداية صعبة
لم تكن رحلة البداية لجائزة نوبل بمجرد وفاة العالم السويدي إثر جلطة دماغية في منزله بمدينة سان ريمو الإيطالية، بل كانت بداية لنضالٍ استغرق خمس سنوات قبل تأسيس الجائزة، ومنحها للمرة الأولى في عام 1901.
أدى الكشف عن الوصية للكثير من الشكوك والنقد، وفي 26 من أبريل (نيسان) 1897 رفض البرلمان السويدي تنفيذ وصيته، في وقت كانت السلطات الفرنسية، التي اتخذ منها ألفريد مقراً لأعماله حول العالم، تحاول وضع يدها على أملاكه لضمان تحصيل الضرائب. الملك أوسكار الثاني كانت لديه هو الآخر شكوكه حول جائزة يطلب منه صاحبها أن يسلمها إلى أشخاص غير سويديين.
ولكن في النهاية استطاع السفراء الذين عينهم ألفريد للمهمة أن يقنعوا مختلف الأطراف بتنفيذ الوصية، بمن فيهم ورثة ألفريد، الذين عارض قسم منهم أن تتبخر هذه الثروة من بين أيديهم.
ومع حلول نهاية شهر أبريل (نيسان) من عام 1897، قام أعضاء البرلمان السويدي بتعيين لجنة نوبل النرويجية التي منحت جائزة السلام. وبعد فترة وجيزة، تبعتها المنظمات الأخرى التي عُينت في الوصية، معهد كارولينسكا في7 يونيو (حزيران)، الأكاديمية السويدية في 9 يونيو (حزيران) والأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في 11 يونيو (حزيران). والمهمة الرئيسية التي قامت بها مؤسسة نوبل هى الاتفاق على المبادئ التوجيهية لكيفية منح جائزة نوبل. وفي عام 1900 صدر قانون عن الملك أوسكار الثاني بتأسيس مؤسسة جائزة نوبل. وقد داوم ملوك السويد اعتباراً من عام 1902 على حضور وتسليم جوائز نوبل في ستوكهولم لمعرفتهم بأهمية الجائزة، والدعاية العالمية الفريدة التي تقدمها للبلاد.
وصار التقليد الثابت أن تُسلم الجوائز سنوياً في ذكرى وفاة مؤسس الجائزة والموافق العاشر من ديسمبر (كانون الأول) من كل عام، باستثناء سنوات الحرب العالمية الثانية التي احتجبت فيها الجائزة.
وفي عام 2018 لم يتم تسليم جائزة نوبل في الأدب عام 2018 لأول مرة منذ سبعين عاماً بسبب انخفاض عدد الأعضاء النشطين وانخفاض ثقة الجمهور في المؤسسة بسبب الأزمة التي تعرضت لها كما صرحت الأكاديمية. وكان عام 2019 المرة الأولى في تاريخ الجائزة التي تُمنح فيها جائزتان للأدب في عام واحد.
المؤسسات المعنية بالجائزة
تختار الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في ستوكهولم الفائزين بجوائز الفيزياء والكيمياء والعلوم الاقتصادية، وتمنح لجنة نوبل بمعهد كارولينسكا في العاصمة ستوكهولم جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب، بينما تمنح الأكاديمية السويدية في ستوكهولم جائزة نوبل في الأدب. وينتخب مجلس الأمة النرويجي اعتباراً من عام 1905، تاريخ انفصال النرويج عن السويد، لجنة نوبل النرويجية التي تقوم بمنح الجائزة عن فئة السلام، بينما كانت تلك مهمة البرلمان السويدي في السنوات الأربع الأولى من عمر الجائزة.
آلية اختيار الفائزين
يتم الترشح لجائزة نوبل من خلال تقديم ترشيحات مكتوبة، من قبل الأفراد والمؤسسات لغيرهم في كل اختصاص، فالترشيح الذاتي والمباشر للجائزة يعني إلغاء الترشيح بشكل تلقائي. ويمكن القول هنا أن للجائزة هيبة خاصة بها، نابعة من آلية اختيار الفائزين، إذ تبدأ عملية الفرز والاختيار مع بداية العام أي قبل عشرة أشهر من منح الجائزة. وتعلن المؤسسات المانحة للجائزة عن بدء الترشيح عن طريق دعوتها لاقتراح ستة آلاف مُرشح، ألف مُرشح لكل فئة، ويتم اختيار ما بين مئة ومئتين وخمسين من مرشحي كل فئة من فئات الجوائز الست.
ويجب على أعضاء اللجان تقديم مقترحات مكتوبة تشرح بالتفصيل مدى جدارة المرشحين. كما أن الأكاديمية السويدية، التي تمنح جائزة نوبل للآداب، لا تقبل إلا الأعمال المطبوعة التي أجمع النقاد على تميُزها. ويتم اختيار الفائز تبعاً لأعماله الكاملة، وليس اعتماداً على عمل واحد.
تبدأ اللجان عملها في بداية شهر فبراير (شباط) من كل عام، وقد تلجأ إلى الاستعانة بمستشارين خارجيين للمساعدة في تحديد أهمية وجدارة كل مرشح.
وخلال شهر سبتمبر (أيلول)، وبداية أكتوبر (تشرين الأول) تكون اللجان قد حسمت خياراتها، وقدمت للمؤسسات المانحة لكل جائزة توصياتها، لكن ذلك لا يعني الإلتزام بتوصيات اللجان، حيث تحدث مداولات داخل المؤسسات المانحة بعد ذلك، علماً أن جميع تلك المراحل تتمتع بالسرية التامة.
الجائزة
هي عبارة عن دبلومة نوبل وميدالية ذهبية ومبلغ مالي. تم تحديد المبلغ الماليي لجائزة نوبل لعام 2020 ليكون 10.0 مليون كرونة سويدية (SEK) لكل جائزة من جوائز نوبل الست (حوالي 1.1 مليون دولار أمريكي). و الهدف من الجائزة النقدية هي تمكين و تشجيع للفائز لمواصله أبحاثه دون الحاجة للبحث عن ممول. هنا يمكنكم القراءة عن قيمة الجائزة المالية منذ بدايتها عام 1901 .
قد يصل عدد الفائزين بالجائزة الواحدة عن كل فئة إلى ثلاثة أشخاص، وعندها يتم تقسيم مبلغ الجائزة بينهم لكن المساواة في تقاسم الجائزة لا تعد شرطاً، فقد يحصل أحد الفائزين على نصف الجائزة بينما يتقاسم الفائزان الآخران النصف الثاني حسب انجازتهم.
دبلومة نوبل هي عمل فني فريد ذات تصميم يختلف سنويًا وتحدده الهيئات المانحة لجوائز نوبل الست. فعلى سبيل المثال، دبلومة نوبل للأدب تكتب على نوع خاص من الجلود ، باستخدام نفس أسلوب العصور الوسطى. يمكنكم رؤية بعض الأمثلة لتصميم دبلومة نوبل .
الحاصلون علي الجائزة من الدول العربية
منذ انطلاق احتفال جائزة نوبل في عام 1901 حتى عام 2019 تم توزيع 950 جائزة للأفراد والمنظمات، لمساهماتهم في مجالات العلوم والأدب والسلام في العالم، حيث مُنحت 923 جائزة لأفراد، بينما نالت المنظمات 27 جائزة. وكان نصيب الدول العربية ثمانية جوائز. حيث حازت مصر على النصيب الأكبر من الجوائز وهم: الرئيس المصري محمد أنور السادات بعد توقيعه لاتفاقية كامب ديفيد، وقد حصل السادات على الجائزة بالتشارك مع رئيس وزراء اسرائيل مناحم بيجن سنة 1978، وحاز الروائي نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب عام 1988، كما حصل الكيميائي المصري والأمريكي الجنسية أحمد زويل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 لأبحاثه في مجال كيمياء الفيمتو، وهو أول مصري وعربي ينال جائزة نوبل في مجال علمي والوحيد حتى الآن، وكذلك محمد البرادعي الرئيس السابق للهيئة الدولية للطاقة الذرية الفائز بجائزة نوبل للسلام عام 2005 بالاشتراك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية “لجهودهما لمنع استخدام الطاقة النووية للأغراض العسكرية ولضمان استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية بأكثر الطرق أمانًا”.
حاز على جائزة نوبل للسلام أيضاً الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالاشتراك مع إسحاق رابين، وشمعون بيريز بعد اتفاق أوسلو عام 1994.
وحازت اليمن بجائزة واحدة نوبل للسلام وهي أول جائزة لامرأة عربية للناشطة توكل كرمان عام 2011 بالمشاركة مع إلين جونسون سيرليف وليما غبوي من ليبيريا، لـنضالهن السلمي لحماية المرأة وحقها في المشاركة في صنع السلام.
كما حاز الرباعي الراعي للحوار الوطني التونسي على جائزة نوبل للسلام عام 2015 وذلك لدورهم في دعم مسار الانتقال الديمقراطي في تونس.
وفي عام 2018 فازت الناشطة الإيزيدية نادية مراد بجائزة نوبل بالسلام بالمناصفة مع طبيب النساء الكونغولي دينيس مكويغي لجهودهما لإنهاء استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحروب والنزاعات المسلحة.
ومن الفائزين ذوي الأصول العربية، حصل كل من بيتر مدور على جائزة نوبل في الطب وإلياس جيمس خوري على جائزة نوبل في الكيمياء، وهما من أصول لبنانية.
مراسم الاحتفال
يقام حفل توزيع جوائز نوبل في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) في قاعة ستوكهولم للاحتفالات، الموافق لذكرى وفاة ألفرد نوبل.كما يجري تسليم جائزة نوبل للسلام في العاصمة النرويجية أوسلو في نفس اليوم. لكن لن تقام احتفالات هذا العام 2020 حيث أعلنت مؤسسة نوبل إلغاء حفل تسليم الجوائز السنوي الفعلي بسبب جائحة كورونا/كوفيد-19 لتستبدل باحتفالات متلفزة حيث يتسلم الفائزين والفائزات ميدالية ووثيقة نوبل كل في دولته .كما تقوم المؤسسات المانحة للجوائز، وكذلك مؤسسة نوبل والعائلة الملكية السويدية بتنظيم حفلات الاستقبالات ومآدب العشاء. كما يُلقي الحائزون على الجوائز محاضرات للتحدث عن أعمالهم، وعادةً ما يتم تنظيم المحاضرات وغيرها من الفعاليات العامة.
وبحسب التقليد المتبع، يجلس الحائزون على الجوائز بصحبة شركائهم كضيوف شرف مع العائلة المالكة في مأدبة نوبل التي تُقام في الصالة الزرقاء بمبنى بلدية ستوكهولم وتتميز هذه المأدبة بالطابع الرسمي. كما تتم دعوتهم إلى عشاء في القصر الملكي، حيث يقابلون العائلة الملكية مجددًا. أما زيارة مؤسسة نوبل فهي حدث رمزي كبير، حيث يوقعون في سجل الزوار، ومن ثم تُضاف أسمائهم على سجل الفائزين بجائزة نوبل.
أسبوع نوبل في ستوكهولم:
5- 7 ديسمبر (كانون الأول)
المؤتمرات الصحفية و حلقات النقاش.
7- 8 ديسمبر (كانون الأول)
يلقي الحائزون على الجوائز محاضراتهم، وتُرتب المؤسسات المانحة للجوائز مؤتمرات صحفية وحفلات الاستقبال ومآدب العشاء.
8 ديسمبر (كانون الأول)
حفل موسيقي على شرف الفائزين يقام في قاعة ستوكهولم للاحتفالات.
9 ديسمبر (كانون الأول)
تُقام حوارات اسبوع نوبل.
10 ديسمبر (كانون الأول)
يقام حفل تسليم جوائز نوبل في قاعة ستوكهولم للاحتفالات بحضور ملك السويد، ثم تُقام مأدبة نوبل في قاعة بلدية مدينة ستوكهولم. ويقوم التلفزيون السويدي ببث الاحتفال مباشرة.
11 ديسمبر (كانون الأول)
تُختتم الاحتفالات بعشاء في البلاط الملكي.