غزة – الناس نيوز ::
أعلنت حكومة حماس الثلاثاء أن القصف الجوي الإسرائيلي ليلا أسفر عن مقتل 140 شخصا على الأقل في قطاع غزة حيث أفرجت الحركة عن اثنتين من الرهائن الذين خطفتهم خلال هجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
من جهتها، طالبت الولايات المتحدة الحركة بالإفراج عن جميع الأشخاص الذين خطفتهم خلال الهجوم قبل أي نقاش حول الهدنة. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين “يجب إطلاق سراح الرهائن، وبعد ذلك يمكننا أن نتناقش”.
وأفاد بيان صادر عن المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس “اكثر من 140 شهيدا ومئات المصابين في هذه الليلة التي ارتكب فيها الاحتلال حرب ابادة ومجازر دمر خلالها بالصواريخ والقنابل عشرات المنازل على رؤوس المدنيين العزل”.
وليلا أيضا، أفرجت حماس عن رهينتين جديدتين هما اسرائيليتان من كيبوتس نير عوز، حسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي كشف هويتيهما. وهما يوشيفيد ليفشيتز (85 عاما) ونوريت كوبر (79 عاما). ولا يزال زوجاهما محتجزين. وجاء ذلك بعد ثلاثة أيام على إطلاق سراح امرأة أميركية وابنتها.
وأحصت اسرائيل نحو 220 رهينة من إسرائيليين وأجانب ومزدوجي الجنسية اختطفهم عناصر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة بعد هجومهم في يوم سبت، العطلة اليهودية الأسبوعية.
من جهته، يفترض أن يناقش الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وصل إلى إسرائيل الثلاثاء، جانبا آخر مختلفا يتلخص بالدعوة إلى “هدنة إنسانية” من أجل تقديم المساعدة لسكان غزة و”تسهيل إطلاق سراح الرهائن”، بحسب مسؤوليه.
وتسلل المئات من مقاتلي حماس إلى إسرائيل من غزة في هجوم غير مسبوق منذ إنشاء دولة إسرائيل في 1948، أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، حسب السلطات.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحماس الإثنين إن 5087 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين بينهم 2055 طفلا، قتلوا في القصف الإسرائيلي ردا على ذلك منذ بداية النزاع. ولا تشمل هذه الحصيلة قتلى القصف الليلي الأخير.
– “تفكيك كامل” –
تعهّدت إسرائيل “القضاء على حماس” التي تولت السلطة في قطاع غزة في 2007.
وفي تسجيل فيديو نشره الجيش الاسرائيلي ليل الإثنين الثلاثاء على موقع إكس، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ليل بينما كان محاطا بعدد من العسكريين “نريد تفكيك حماس بالكامل – قيادتها وجناحها العسكري وآليات عملها”.
وتكثفت الضربات في الأيام الأخيرة على القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترًا مربعًا ويعيش فيه 2,4 مليون فلسطيني يخضعون لحصار تفرضه اسرائيل ويحرمهم من الغذاء والماء والكهرباء منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب “أكثر من 320 هدفا عسكريا” ليل الأحد الاثنين، البنية التحتية لحركة حماس وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي. وتصنف هاتان الجماعتان على أنهما “إرهابيتان” من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
بدأت المساعدات الدولية تصل بكميات ضئيلة منذ السبت عبر مصر. وعبرت قافلة ثالثة الإثنين الحدود عند رفح، نقطة العبور الوحيدة إلى غزة التي لا تخضع للسيطرة الإسرائيلية.
في المجموع، تمكنت نحو خمسين شاحنة من الدخول خلال ثلاثة أيام بينما تتطلب تلبية الاحتياجات مئة شاحنة على الأقل يوميًا، حسب الأمم المتحدة.
– مقتل 35 من العاملين في المجال الإنساني –
أعلنت الولايات المتحدة التي حصلت على موافقة إسرائيل ومصر للسماح بدخول المساعدات، الأحد أنه “من الآن فصاعدا سيكون هناك تدفق مستمر”. لكن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أكد الحاجة إلى “مزيد من المساعدات، بسرعة أكبر” وإلى “هدنة إنسانية” للسماح بتوزيعها.
ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الإثنين أيضا إلى “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية” في غزة حيث لقي 35 من العاملين في المجال الإنساني حتفهم هناك منذ بداية النزاع بينهم ستة خلال الساعات ال24 الماضية، حسب وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضا إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة “بدون عوائق” و”وقف سريع لإطلاق النار”.
من جهته، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الذي لم تدن بلاده صراحة هجوم حماس، لنظيره الإسرائيلي إيلي كوهين الإثنين إن “كل الدول تمتلك الحق في الدفاع عن نفسها”، وذلك خلال أول اتصال بين وزيري خارجية البلدين منذ بداية النزاع.
وقال الوزير الصيني لنظيره الاسرائيلي إن “المهمة الأكثر إلحاحًا الآن هي منع الوضع من التدهور والتسبب بكارثة إنسانية أخطر”.
ويواصل الجيش الإسرائيلي استعداداته لهجوم بري ويحشد جنوده على أطراف قطاع غزة ويقوم بعمليات توغل محدودة هناك لاستهداف البنية التحتية لحركة حماس والسعي لتحديد أماكن المفقودين أو المختطفين.
وهذا الاحتمال يثير قلق المجتمع الدولي، الذي تخشى تصاعد النزاع.
وحذرت إيران، حليفة حماس من “خروج الوضع عن السيطرة” في الشرق الأوسط.
وعززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة، في خطوة تنطوي على خطر “تصعيد” النزاع على حد قول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في طهران الاثنين.
– ضربات في الجنوب –
منذ 15 تشرين الأول/أكتوبر، دعا الجيش الإسرائيلي المدنيين في شمال قطاع غزة حيث تشتد عمليات القصف، إلى الفرار إلى الجنوب. مع ذلك، ما زالت الضربات تطال أيضا الجنوب بالقرب من الحدود المصرية، حيث يتجمع مئات الآلاف من النازحين.
وحذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني “كارثي” مع فرار 1,4 مليون فلسطيني من منازلهم.
في رفح، قام رجال بملء عبوات بلاستيكية بالمياه من صهاريج بينما يبحث آخرون في أنقاض مبنى دمرته إحدى الغارات، عن ناجين.
وفقد الفلسطيني أيمن أبو شمالة (34 عاماً)، طفلين وزوجته في قصف اسرائيلي. وقال بحزن “وضعوا جثة ابني الممزقة في كيس أزرق، وكانت شام (ابنته) متفحمة”.
في خان يونس في جنوب القطاع أيضا، كانت إحدى العائلات تستعد أيضًا لدفن أطفال قتلوا في القصف. وقد تم لف جثثهم باللون الأبيض وحملها أقاربهم إلى المقبرة.
وفي لبنان، نزح أكثر من 19 ألف شخص بعد تزايد الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران وحليف حركة حماس، على الحدود بين البلدين، حسب المنظمة الدولية للهجرة.
كما تم إخلاء المنطقة الحدودية على الجانب الإسرائيلي.