الحسكة ( شمال شرق سورية ) – الناس نيوز :
تلقّى 205 أشخاص لقاح أسترازينيكا داخل مخيم الهول الذي يضم عشرات الآلاف من النازحين وأفراد عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا، في إطار حملة تلقيح بدأتها وزارة الصحة السورية بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وبموجب اتفاق مع مبادرة كوفاكس، التي تخصّص احتياطاً إنسانياً للدول التي تشهد نزاعات أو انقسامات، تتولى الحكومة السورية توزيع اللقاحات في مناطق سيطرتها إضافة الى مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق البلاد.
وأفاد مدير صحة محافظة الحسكة الدكتور عيسى الخلف وكالة فرانس برس الخميس عن “تلقيح 205 أشخاص حتى يوم أمس (الأربعاء) في مخيم الهول عبر فرق مديرية الصحة”.
وقال إن فرقاً تابعة لوزارة الصحة تتواجد في نقاط محددة في المخيم تابعة لمنظمة الصحة العالمية. كما تجول على كافة مناطق المحافظة، الواقعة تحت سيطرة المقاتلين الأكراد.
وتضطلع منظمة الصحة العالمية، وفق الخلف، “بتأمين الموافقات لفرقنا ومرافقتها عند الذهاب الى تلك المناطق الواقعة خارج السيطرة (الحكومية) وتقديم اللقاح”، بغياب “أي تنسيق مباشر” مع الإدارة الكردية.
ويشهد مخيم الهول الذي يؤوي قرابة 62 ألف شخص، غالبيتهم نساء وأطفال، بينهم بضعة آلاف من عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الأجانب ممن يقبعون في قسم خاص وقيد حراسة مشدّدة، فوضى وحوادث أمنية بين الحين والآخر.
وكانت مصادر طبية داخل المخيم أفادت فرانس برس بأن عملية التلقيح “لا تشمل النساء الأجانب من عائلات مقاتلي التنظيم”، الأمر الذي نفاه الخلف. لكنّه لفت في الوقت ذاته إلى وجود “معوقات” ضمن المخيم ترتبط “بضعف السيطرة الأمنية”.
وتحدّث عن “صعوبة كبيرة في دخول فرقنا، التي تعرض قسم كبير منها للرشق بالحجارة والبندورة”، موضحاً أن “من يتلقون اللقاح يتعرضون للضرب من قبل أشخاص في المخيم لتلقيهم اللقاح من قبل الدولة”.
بدوره، أوضح مسؤول هيئة الصحة في الإدارة الذاتية جوان مصطفى لمراسل فرانس برس في مدينة القامشلي أن “عدم إعطاء اللقاح لقسم الأجانب ليس مرتبطاً بكونهم أجانب، وإنما لعدم توفر كمية كافية” من
اللقاحات، لافتاً إلى أن الموضوع سيكون قيد البحث “متى تسلّمنا دفعات أخرى”.
وتسلّمت وزارة الصحة السورية في نيسان/أبريل أول دفعة من اللقاحات المقدمة عبر منصّة كوفاكس. وضمّت وفق ما أعلنت منظمة الصحة العالمية حينها 203 آلاف جرعة من لقاح أسترازينيكا.
وانطلقت حملة التلقيح في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية قبل شهر، وتمّ بموجبها حتى الآن تلقيح قرابة سبعة آلاف شخص، وفق مصطفى.
وسجلت مناطق سيطرة الإدارة الذاتية حتى الآن 18435 إصابة بينها 761 وفاة. وتعاني تلك المناطق أساساً من نقص طبي حاد فاقمه التهديد الذي فرضه فيروس كورونا.