سعيد غزول – الناس نيوز ::
شهدت مناطق شمالي غربي وشمالي شرقي سوريا أربع حالات انتحار، خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، ثلاث حالات في ريفي حلب وإدلب، وحالة رابعة في مدينة الحسكة.
وقالت مصادر لجريدة “الناس نيوز” الأسترالية الإلكترونية إنّ رجلاً أقدم على الانتحار في بلدة أبين سمعان بريف حلب الغربي، صباح الأحد، وذلك عبر إطلاق النار على نفسه من “بارودة صيد”.
وأضافت المصادر أنّ امرأة (22 عاماً) لديها ثلاثة أطفال أقدمت، انتحرت في منطقة دركوش بريف إدلب الغربي، بتناولها حبوب حفظ المؤونة المعروفة بحبوب “الغاز”.
ولم تُعرف دوافع انتحار الرجل الأربعيني في بلدة أبين سمعان، في حين نقلت المصادر عن المستشفى الذي توفيت فيه المرأة بعد إسعافها إليه في بلدة دركوش، أنّ “سبب الانتحار يعود لزواج زوجها من امرأة ثانية”.
وعصر السبت، حاول شاب الانتحار بإلقاء نفسه من مبنى في مدينة إعزاز شمالي حلب، ما أدى إلى إصابته بكسور خطيرة، نقل إثرها إلى المستشفى، ولم تُعرف أسباب محاولته الانتحار.
بينهم أطفال.. 33 حالة انتحار شمال غربي سوريا منذ بداية 2022
فريق “منسقو استجابة سوريا” وثّق في بيان، الأحد، 33 حالة من محاولات الانتحار في مدينة إدلب وريفها ومناطق في ريف حلب، وذلك منذ مطلع العام الجاري 2022.
وجاء في بيان فريق الاستجابة، أنّ 26 حالة من محاولات الانتحار أدّى إلى الوفاة، بينهم تسعة أطفال وعشر نساء، في حين فشلت سبع محاولات، بينها حالات لأربع نساء.
وسبق أن ذكر الفريق، أواخر شهر مايو/أيار الفائت، أنّ “معظم حالات الانتحار هي من فئة النساء، بسبب عدم وجود من يساعدهن على تخطي الصعوبات اللواتي يعانين منها، تليها فئة اليافعين غير القادرين على التعامل مع المصاعب والضغوط المختلفة التي تواجههم”.
أسباب الانتحار في شمالي غربي سوريا .
وبحسب “منسقو استجابة سوريا”، فإنّ من أبرز أسباب الانتحار في شمالي غربي سوريا “سوء الأحوال المعيشية للأهالي والنازحين، واستمرار الضائقة المادية وحالة القلق الدائم المتواصلة من انقطاع مصادر الدخل، أو النزوح من جديد، نتيجة لتهديدات قوات النظام السوري وروسيا المستمرة”.
يُضاف إلى ذلك “الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها المدنيون في المنطقة من حالة النزوح المستمر، وعدم قدرتهم على العودة إلى مناطقهم وممتلكاتهم بسبب سيطرة النظام السوري وروسيا على مدنهم وقراهم”.
ودعا فريق الاستجابة جميع المنظمات والجهات المختصة إلى تفعيل عيادات الطب النفسي ضمن المراكز الطبية، وتشكيل فرق خاصة لمكافحة ظاهرة الانتحار، وإطلاق حملات إعلامية لتركيز الضوء على مخاطر هذه الظاهرة وكيفية الحد منها.
انتحار طالب جامعي في الحسكة
وانتحر طالب جامعي من أهالي مدينة رأس العين شمالي غربي الحسكة، السبت، على الانتحار “شنقاً” في مدينة الحسكة التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وقالت مصادر لـ “الناس نيوز” إنّه عُثر على الشاب الجامعي باسل عبد الغني “مشنوقاً” داخل غرفته، مشيرةً إلى أنّه طالب في كلية التاريخ بجامعة تشرين، ويعاني من مرض نفسي.
وقبل يومين، أقدم شابان على إنهاء حياتهما في مدينة القامشلي شمالي الحسكة، كما انتحر شاب عشريني بإطلاق النار على نفسه في منطقة اليعربية بالريف الشرقي، أواخر شهر مارس/آذار الماضي.
وسُجّلت أربع حالات انتحار في مناطق سيطرة “قسد”، خلال العام المنصرم 2021، إحداها في مدينة عين العرب (كوباني) شمالي شرقي حلب، وحالتان في الحسكة، كما سُجّلت أكثر من 18 حالة انتحار، خلال العام الماضي 2020، وسط معلومات تفيد بأن انتشار المخدرات هو السبب الدافع للانتحار.
أمّا في مناطق سيطرة النظام في سوريا ، فقد وثَّقت هيئة الطب الشرعي التابعة للنظام، 64 حالة انتحار، منذ بداية العام الجاري، جاءت حلب على رأس القائمة بـ 14 حالة.
وقال رئيس “الهيئة العامة للطب الشرعي” زاهر حجو إن عدد حالات الانتحار المسجلة في هذا العام هي 64 حالة حتى الآن، في حين سُجلت 124 حالة في العام 2019، و197 في 2020 وكان العام الأكثر تسجيلاً، أما في العام 2021 فسُجّلت 166 حالة انتحار.
يشار إلى أنّ حالات الانتحار في معظم المناطق السوريّة ازدادت، مؤخّراً، ويعدّ الفقر والأوضاع الاقتصادية السيئّة في مقدمة الأسباب التي تدفع الشباب والفتيات إلى اتخاذ القرار بإنهاء حياتهم، فضلاً عن ظروف الحرب والبطالة والضغوط النفسيّة والاجتماعية.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد صنّفت الأوضاع الاقتصادية المتردية ضمن أولى أسباب الانتحار حول العالم، مشيرةً إلى انتحار ثلاثة أشخاص كل دقيقتين، وأنّ معدل الانتحار العالمي يبلغ 10.5 لكل مئة ألف شخص، منها 79% في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.