الرياض – الناس نيوز ::
قال الدكتور نايف الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن قيمة الاستثمار الرأسمالي لدول المجلس في الصناعات التحويلية بلغت 410 مليارات دولار في 2020، مبينا أنها أعطت قيمة مضافة للاقتصادات الخليجية 150 مليار دولار في العام نفسه.
وأضاف الحجرف لوكالة “واس” في كلمته للمؤتمر السعودي الدولي للحديد المنعقد في الرياض، أنه منذ صدور بيان العلا لقمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي، تعمل دول المجلس على إنجاز الرؤى الاقتصادية لتحقيق التنوع الاقتصادي.
وأكد أمين مجلس التعاون الخليجي ضرورة معالجة التحديات التي تواجه صناعة الحديد ليضطلع القطاع بدوره في تنمية اقتصادات دول المجلس، مبينا أن المؤتمر يمثل منصة مهمة للمستثمرين في صناعة الحديد والصلب ورجال الأعمال، وفرصة للاطلاع على جهود المملكة في دعم هذا القطاع، مفيدا في الوقت نفسه أن جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية أدتا إلى انقطاع سلاسل الإمداد وتضرر الاقتصاد العالمي إضافة لأزمة الطاقة.
وبين أن دول المجلس تتبنى التعاون والتكامل الإقليمي والدولي لمواجهة هذه التحديات، واستطاعت تقديم نموذج للتعاون والتكامل وفق رؤية قادتها، مشيرا إلى بروز مجالات جديدة كالحديد والصلب تسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي.
وعقد المؤتمر السعودي الدولي للحديد أعماله لليوم الثاني في الرياض أمس، بمشاركة رواد صناعة الحديد المحليين والدوليين، حيث عقدت خمس جلسات عمل تناولت آفاق ومستقبل هذه الصناعة في التنمية الصناعية والاقتصادية والعمرانية.
من جانبه، قال المهندس خالد المديفر نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين إن صناعة الحديد تعد أكبر منتج عالمي من حيث القيمة، وتعمل المملكة بشكل جاد على تحييد الانبعاثات الكربونية في هذه الصناعة، باعتبار أن المملكة تحتل المرتبة الـ20 عالميا في إنتاج الحديد والصلب، والخامسة في إنتاج حديد التسليح، فيما تشهد السوق السعودية تناميا كبيرا في الطلب.
وبين المديفر أن المملكة تجاوزت مرحلة الانطلاق في “رؤية 2030″، للدخول في مشاريع عملاقة مثل نيوم وصناعات كبرى، واستراتيجية الهيدروكربون وغيرها من المشاريع العملاقة التي تحتاج كلها إلى صناعة الحديد والصلب.
وأشار نائب وزير الصناعة لشؤون التعدين إلى قيام الوزارة بإنشاء المركز الصناعي الوطني، وتأسيس 41 مبادرة لصناعة الحديد لجذب الاستثمارات الأجنبية في هذه الصناعة، للوصول لمضاعفة القدرات الإنتاجية وتقليل الواردات إلى أربعة مليارات ريال، مؤكدا نجاح المملكة في تجاوز تحديات صناعة حديد التسليح، والطلب إيجابي، متوقعا تضاعفه من 12 مليار ريال إلى 20 مليارا، في ظل تغييرات كبرى في صناعات الحديد المسطح ومنتجات إعادة الدرفلة.
وأكد المديفر أن رؤية المملكة 2030 استهدفت أن تكون صناعات التنقيب والتعدين في المرتبة الثالثة بعد النفط والغاز، وتركز على سلاسل إمداد آمنة من الاستكشاف إلى إعادة التدوير.
من جهته أكد المهندس أسامة الزامل نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية سعي الوزارة في العمل على ثلاثة مجالات استراتيجية لدعم صناعة الحديد والصلب، عبر المحتوى المحلي، والصادرات، وبيئة الاستثمار، مفيدا أن فريقا مختصا في الوزارة قام بوضع خطة إصلاح قامت بتحديد 16 سياسة.
وبين المهندس الزامل أن المملكة رائدة في الصناعات البتروكيماوية، وتميزت في صناعة الحديد والصلب، والمشاريع الضخمة في المملكة تفرض تطوير هذه الصناعة، وشركة سابك وأمثالها استثمرت كثيرا في تطوير قدراتها في هذه الصناعة.
وقال الزامل “لا يوجد سبب يمنع أن تصبح المملكة لاعبا رئيسا في صناعة الحديد والصلب في المستقبل، كما كانت رائدة في صناعة البتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي، ونحن على ثقة في أن تكون رائدة كذلك في صناعة الحديد والصلب في دول المجلس”.
وشهد المؤتمر خلال يومه الثاني نشاطا مكثفا من البحث والنقاش المعمق عبر أربع جلسات علمية بمشاركة المتحدثين الحكوميين والمديرين التنفيذيين لشركات كبرى في مجال صناعات الحديد والصلب، وتركزت المناقشات حول واقع الصناعة السعودية والخيارات المطروحة لدعمها، إضافة إلى البعدين الإقليمي والدولي لتطورات هذه الصناعة واتجاهاتها المستقبلية.
وتناولت الجلسة الثانية للمؤتمر “وضع سوق الحديد والصلب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، فيما تناولت الجلسة الثالثة “مغيري قواعد اللعبة في سوق الحديد والصلب العالمية”، أما الجلسة الرابعة والأخيرة فكانت بعنوان، “سلاسل الإمداد والطاقة والمواد الخام”، وتطرقت للأزمة التي واجهت سلاسل الإمداد والتوريد للمواد الخام، إضافة لأزمة الطاقة، التي نجمت عن جائحة كورونا في 2020 و2021، ثم ما أحدثته الحرب الروسية – الأوكرانية من تأثير سلبي في صناعة الحديد.
كما شهد المؤتمر السعودي الدولي الثاني لصناعة الحديد توقيع أربع اتفاقيات تجارية بقيمة 200 مليون ريال بين الشركة الهندية إيسار وشركات سعودية هي سبائك وحراريات وسعودي دولومايت وروكوم، وذلك لتوريد الخدمات لمصنع الشركة الهندية الجديد في رأس الخير والمقرر تشغيله مطلع 2024.
وكان المؤتمر قد شهد في يومه الأول أمس الأول، إعلان وزير الصناعة والثروة المعدنية عن تطوير عدد من الفرص الاستثمارية في قطاع الحديد والصلب في المملكة مع مستثمرين محليين ودوليين تضمنت، ثلاثة مشاريع في طور التطوير بقيمة تقارب 35 مليار ريال، وبطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 6.2 مليون طن، منها، إنشاء مجمع متكامل لإنتاج صفائح الحديد تقدر طاقته الإنتاجية بـ1.2 مليون طن سنويا، يستهدف بناء السفن وأنابيب ومنصات النفط وخزانات النفط الضخمة.
وتشمل تلك المشاريع إنشاء مجمع متكامل لإنتاج مسطحات الحديد، تبلغ طاقته الإنتاجية السنوية أربعة ملايين طن من الحديد المدرفل على الساخن، ومليون طن من الحديد المدرفل على البارد، إضافة إلى 200 ألف طن من صفائح الحديد المقصدر وغيرها.
ويستهدف المجمع خدمة قطاعات صناعة السيارات وتعليب الأغذية وصناعة الأجهزة المنزلية وأنابيب نقل المياه، إضافة إلى إنشاء مصنع لإنتاج كتل الحديد الدائرية، بطاقة إنتاجية تقدر بمليون طن سنويا، حيث تع