باريس وكالات – الناس نيوز ::
يرفرف نحو 16800 علم أحمر على الأقل على إحدى ساحات معارك الحرب العالمية الأولى (1914-1918) قرب فردان في شرق فرنسا، ترمز إلى الجنود الذين سقطوا في القتال ونُصِبَت “من أجل السلام”.
وشاء جان بول دي فريس، وهو مالك متحف مخصص للحرب العالمية الأولى في بلدة روماني سو مونفوكون الصغيرة، أن يرمز إلى “الدم الذي أريق” من خلال هذا المعرض في الهواء الطلق.
وأضاف أن الأعلام تمثل آلاف الجنود الذين فقدوا أرواحهم في هذه المنطقة الواقعة على بعد نحو 40 كيلومترا شمالي فردان التي شهدت إحدى أبرز معارك الحرب العالمية الأولى بين الجيشين الألماني والفرنسي، ولكنها تمثل أيضا أعلام ضحايا “كل الحروب”، بما فيها تلك التي لا تزال مستمرة.

ويكمن الهدف من هذه الخطوة في “تجسيد” عدد القتلى بشكل ملموس. وقال فريس “الناس لا يدركون ذلك. فعند التحدث عن آلاف الوفيات، تكون مجرّد أرقام”، ولكن عند رؤية عدد لا يُحصى من الصلبان أو الأعلام، يلمس المرء واقعيا فداحة ما حصل.
ومع حلول الربيع، يمتزج اللون الأحمر للأعلام التي تتلاعب بها الرياح مع خضرة وادي روبينيت الممتد على مساحة 60 هكتارا، ووضعت هذا الأعلام المستطيلة على أوتاد.
وقال سيرج غوبلر (64 عاما) الذي كان في نزهة مشي مع زوجته لوكالة فرانس برس: “ما إن نصل إلى هنا، يعطينا هذا المشهد انطباعا بمعركة ومعاناة. ولكن رغم الألوان والرياح وحيوية الأعلام، لدينا أمل في السلام والسكينة”.
– منذ العصر الروماني –
ويرمز اللون الأحمر أيضا إلى “الحب”. ولاحظ جان بول فريس أن “كل هؤلاء الرجال، هؤلاء العسكريين، كانوا محبوبين من أمهاتهم، من أطفالهم (…) إنهم رجال كانوا محبوبين لأنهم كانوا طيبين”.
ووصف المكان بأنه “وادي السلام”. وأشار إلى أنه “أخضر، لا تُسمع فيه أي ضجة غير صوت الطيور، ولا يوجد طريق سريعة”.

ورجّح أن تكون “دارت معارك في هذا الوادي في بداية العصر الروماني” أيضا، مضيفا “لقد كان الاختيار يقع دائما على أجمل مكان في المنطقة للقتال طوال كل هذه القرون!”.
أما رييه غوبلر، زوجة سيرج، فقالت “متى عرف المرء ما حدث هنا، يشعر بالدهشة في هذه الأرض التي عرفت البؤس”.
وليست لهذا المعرض بداية أو نهاية، واتخذ القرار عن سابق تصور بعدم وضع أية لوحات أو تعليمات، بغية “ترك كل شيء لخيال الناس”.
– “جنون الحروب” –
وهذا المشروع المجنون إلى حد ما يجسّد “جنون الحروب”، ويدعو الناس إلى البحث “داخل أنفسهم” عن “السلام”.
ويضم متحف دي فريس الواقع بالقرب من ساحة المعركة 300 ألف قطعة، جمعها الرجل الخمسيني اليوم منذ أن كان في السابعة، عندما كان يأتي إلى المنطقة لقضاء العطلة.
ومن خلال إعادة تكوين الخنادق، يمكن للزوار اكتشاف “الجانب القاسي من الحرب”، من خلال الخوذ المثقوبة والقذائف المنفجرة والبنادق.
واستغرق الإعداد لمشروع “فلاغ فور بيس” Flag for Peace (أي “أعلام السلام”) عاما ونصف عام، بمساعدة تلاميذ مدارس من هولندا، مسقط دي فريس.
وللمساعدة في تمويله، يمكن للزوار توفير الرعاية لعلم بمبلغ 2,50 يورو.
وأمل دي فريس في أن تجول الأعلام “حول العالم” بعد الأول من نيسان/أبريل ونهاية هذا المعرض، وأن تُنصب في نورماندي أو في هولندا أو في واترلو “لإحلال السلام في ساحات القتال”.



الأكثر شعبية

السوريون في كردستان بين حلم العودة والفقر المثقل…

نحو إعلام سوري أهلي ليبرالي…

المخابرات السورية وتلافي فخ الدولة الأمنية
